آراء وتحليلات

كلمة العدد 1411.. “”انه زمن الوحوش””

يكتبها د. محمود قطمش

يبدو اننا اليوم نعيش في زمن خلاف الزمن في وقت ضائع نعاني فيه من فوضي عالميه في الاخلاق والقيم والسياسه والاقتصاد والاجتماع ناتجه عن الفراغ القيمي وكأننا في مرحله انتقاليه الكل يحاول النجاة بنفسه والكل يحاول فرض رؤيته والكل في نفس الوقت يحاول تفصيل نظام علي مقاسه ووفق رؤاه …… نحن في زمن ينطبق عليه ماقاله الفيلسوف الإيطالي انطونيو غرامشي (( عالم قديم يحتضر وعالم جديد يعاني حتي يولد …. انه عالم وحوش )) وكما سبق وأسلفت الكل في هذا العالم يسعي لتفصيل نظام عالمي علي مقاسه من امريكا الي روسيا ومن الصين الي الاتحاد الاوروبي ونحن في منطقة الشرق الاوسط نعاني وسندفع في النهايه الثمن الباهظ حيث لايبدو اننا نملك مشروعا بديلا لكل هذا الجنون الذي يجري حولنا لاننا باختصار لسنا في حالة وحده مع انفسنا ولا حتي مع اهدافنا التي نأمل تحقيقها انها لحظه رماديه تكثر فيها الوحوش وتضيع فيها الاتجاهات ونفقد البوصله ……. نحن في لحظه من التاريخ ندفع فيها فاتورة اخطاء أسلافنا ……. ان لم نفيق هنا في الشرق الاوسط بشكل عام لا نلوم إلا انفسنا لا مجال لغض النظر عن الخلل ولا مجال للتراخي في صناعة حاضرنا حفاظا علي مستقبلنا ومستقبل ابنائنا وأحفادنا ولاجل ذلك لابد من صياغة هويه وطنيه ومشروع إنساني وطني لكل دوله من دول الاقليم والا سيظل الاخر هو من يرسم لنا داخلنا بادواته الحديثه والعصريه بالإعلام والأفلام والشعارات والنماذج التي تقدم لنا لتمجيدها حتي يعاد رسم الخرائط بواسطة سماسرة الخراب حتي يتقاسموا الغنائم …. انه عالم مجنون بدأ باستبدال البشر بالالات وانتهي باستبدال الذكاء البشري باخر اصطناعي فماذا بقي للإنسان بعد ذلك ؟؟ نحن نعيش زمن الوحوش الذين يحاولون خلق زمن جديد اكثر تطرفا و اكثر وحشيه ، قوانينه وفق مصالحه ربما سننجو كما حدث بعد الطوفان بسفينة نوح وربما سنفيق وربما لن ننجو ونندثر كما حضارات سابقه اندثرت ……. ارجوك عزيزي القارئ ان تعزرني وانا اراقب كل هذا اللامعقول والعبث حولنا كل هذا الانفلات الاخلاقي في القيم الانسانيه لعالم كنا نراه ونعتقد انه متحضر ….. هذا القتل في شعب يذبح يوميا دون ان يتحرك احد علي الرغم انه في مكان آخر لا يقبل الاعتداء والعدوان وقد اجتمع وتجيش لنصرته (( والمقارنه هنا بين غزه واوكرانيا )) ……لا منطق يحكم الامور فقط الاهواء والمصالح هي من تحكم … والي ان يعترف الاخر بانه لن يكون حرا إلا إذا قبل ان يكون الاخر حرا مثله وله الحق في الحياه مثله وفي حينها ربما ندرك اننا في حفره وعلينا التوقف عن الحفر كما تقول الحكمه القديمه …..او ننتظر الي ان يحدث طوفان آخر وسفينة نوح جديده تنقذنا والا سنبقي في طابور التعذيب و القتل .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش
Qatamesh@misrtalateen.com
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة