مقالات

المرأة المصرية وتأزر اتفاقيات ريو الثلاث: خطوة نحو تنمية بيئية مستدامة

بقلم: د. سهام عزالدين جبريل

في إطار احتفالات مصر باليوم العالمي لمكافحة التصحر، تلقيت دعوة كريمة من مركز بحوث الصحراء للمشاركة في ورشة العمل البحثية المعنونة: “نحو مشاركة إيجابية للمرأة في جهود تأزر اتفاقيات ريو الثلاثة على المستوى الوطني والأفريقي”، والتي نُظمت بمكتبة القاهرة الكبرى – قصر الأميرة سميحة كامل بالزمالك، تحت رعاية معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد علاء فاروق.

جاءت الورشة بدعوة من مركز بحوث الصحراء وبمشاركة نخبة من القيادات العلمية والبحثية والبرلمانية والسياسية والإعلامية النسائية، بالإضافة إلى خبراء البيئة والتنمية المستدامة.

وتأتى محاور الورشة وأهميتها من خلال اهتمام مركز بحوث الصحراء بقضايا التصحر وتنمية المناطق الصحراوية فى مصر حيث افتتح الورشة الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق الوطني لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، مؤكدًا أن هذه الفعالية تأتي بدعم مباشر من الوزارة التي تولي أهمية كبرى لمكافحة التصحر وتعزيز مشاركة المرأة في هذا المجال الحيوي. وقد ركزت الورشة على إبراز الدور الريادي للمرأة المصرية في جهود استعادة الأراضي المتدهورة، تماشيًا مع شعار اليوم العالمي لهذا العام: “استعادة الأرض.. إطلاق العنان للفرص”.

*إطلالة على اتفاقيات ريو الثلاث: منظور متكامل للتنمية البيئية
وتُعد اتفاقيات ريو الثلاث – اتفاقية مكافحة التصحر، واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية تغير المناخ – من أبرز أدوات المجتمع الدولي لتحقيق التوازن البيئي والتنمية المستدامة. والتأزر بينها يعني خلق آليات عمل مشتركة تستند إلى التفاهمات العلمية والسياسية، وهو ما يعزز فعالية الإجراءات المتخذة على الأرض.


ويترجم ذلك أهمية دور المرأة المصرية فى محافظات مصر الصحراوية وارتباطها بالبيئة المحلية حيث تحمل عبء ومسؤولية إدارة الموارد فى البيئات الصحراوية مما يترجم دور ها الهام في قلب العمل البيئي حيث سلطت الورشة الضوء على دور المرأة المصرية، ليس فقط في تحمل آثار التغيرات البيئية، بل في مواجهتها وصياغة الحلول لها وإيجاد آليات فاعلة لمواجهة هذه الظواهر التى تهدد المجتمعات سواء في المناطق الريفية والصحراوية أو في مواقع صنع القرار والبحث العلمي، حيث أنة ومن الضرورى أن تظل المرأة عنصرًا فاعلًا في دفع عجلة التنمية البيئية.

وهذا ماأكده الحضور فى هذه الورشة فان العمل في هذا المجال لم يعد فقط التزامًا دوليًا، بل اصبح ضرورة وطنية لضمان مستقبل الأجيال القادمة.

كما ناقشت الورشة آليات تمكين النساء في المناطق المتأثرة بالتصحر، من خلال دعم مشاريع إنتاجية، وتوفير التدريب وبناء القدرات، لخلق فرص اقتصادية تحسن من أوضاعهن المعيشية والاجتماعية، وتسهم في حماية الموارد الطبيعية.


وقد اختتمت الورشة بمخرج هام وهو صياغة مجموعة من التوصيات إلقابلة للتنفيذ على أرض الواقع حتى تتحقق الأهداف التى أقيمت من أجلها الورشة وهى احداث عملية التأزر بينةالاتفاقيات الثلاث ودور المرأة فى ترجمة هذا التأزر إلى واقع فعلى يخدم قضايا التنمية فى المجتمعات الصحراوية ،
لقد سعدت بالمشاركة ضمن مجموعة التأزر، وأثمن هذا التوجه الوطني الرائد الذي يربط بين العدالة الاجتماعية والعدالة البيئية وكلى آمل أن تُسهم نتائج هذه الورشة في صياغة سياسات فاعلة وشراكات مستدامة على كافة المستويات العلمية والبحثية والوزارية والمحلية بحيث تضمن مشاركة حقيقية للمرأة في تنفيذ أهداف اتفاقيات ريو، بما يخدم التنمية الوطنية داخل مصر وكافة دول المنطقة العربية والأفريقية.

وذلك من منطلق إن تمكين المرأة المصرية في ملف البيئة والتصحر ليس مجرد شعار، بل هو مسار عملي يعكس إرادة سياسية وعلمية واضحة. ومن خلال هذا الحدث المهم، تتجسد ملامح مستقبل بيئي أكثر عدالة وشمولًا، تُشارك فيه المرأة كشريك كامل واساسي فى إدارة عجلة التنمية داخل المجتمعات المحلية خاصة الصحراوية التى تنتظر وتسعى لدعمها وإدراجها فى ركب التنمية المستدامة ، حيث تتصدر المرأة هذا المشهد وتتولى دورها المناط بها كرائد فى أحداث حركة تطوير وقائد حقيقي للتغيير فى المجتمعات المحلية و الصحراوية .الاكثر تأثرا بالتغيرات المناخية .

خالص تحياتى
د/ سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة