آراء وتحليلات

خوف الطبيب وحق المريض

دكتور / السيد مرسى

معلوم أن (العمى) هو فقدان البصر، في قوله تعالى” عبس وتولى أن جاءه الأعمى”، وقد وردت كلمة (العمى) بمعنى فقدان البصيرة أو عمى القلب، لقوله تعالى “أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ” ، هذه المقدمة لأجل حديث يدمى القلوب والذى يدور حول القانون الذى يحمى المريض ويحاسب الطبيب عند وقوع خطاء مهني من جانبه ، والذى أحدث جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والقانونية ، وهنا سؤال عندما تقدم للطبيب أغلى ما تملك وهي صحتك وكلك أمل في الشفاء، أليس من الواجب على الدولة أن تحمي هذه الثقة من خلال قانون ، فلماذا يخاف الطبيب ؟ ولماذا يرى آخرون في صيغته أنه يحمل الطبيب مسؤولية أكبر من طاقته، ويعرضه للملاحقة الجنائية في بيئة تفتقر إلى الإمكانيات والتجهيزات المناسبة ؟ ، وهذا جائز وأين مصلحة وصحة وحياة المريض ؟ ، ولماذا الخوف من القانون الذى يحمى الجميع ، حيث يخفف العقوبة على الطبيب في حالة نفى الخطأ الذي يؤدى لوفاة المريض ، ويعاقبه بالحبس عند ارتكاب خطأ طبي جسيم كما حدث مع الإعلامية الشهيرة إيمان الحصري وقضت المحكمة بحبس الطبيب لمدة عامين. ، لاسيما أن أى خطأ من الطبيب قد يؤدي لإزهاق أرواح ، وايضا حول وفاة مريضة بمحافظة الشرقية تبلغ من العمر٦٢ عامًا كانت قد حضرت رفقة نجلتها لقسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى تعاني من آلام شديدة بمنطقة الصدر، ولعدم وجود طبيب متخصص بأمراض الباطنة والقلب بالقسم، تم مناظرتها من أخصائي طب الأطفال المتواجد بالقسم، وقام بإجراء رسم قلب وتحليل إنزيمات القلب، وقام بدوره بإرسال نتائج الفحوص للطبيب المختص على هاتفه المحمول عبر تطبيق “WhatsApp” – بناءً على طلبه و نظرًا لتوجهه لاستراحة الأطباء، والذي وجه بإعطائها بعض الأدوية التي لا تتناسب مع طبيعة الحالة لأنه لم يقوم بمناظرتها وتوقيع الكشف الطبي الصحيح عليها ، وظلت دون رعاية طبية لساعات طويلة رغم خطورة حالتها ، ثم نُقلت بعد ذلك إلى قسم عناية القلب حيث قام فريق العناية المركزة بكافة الإجراءات المتبعة طبيًا للتعامل مع الحالة وإجراء فحص الموجات الصوتية على القلب والذي أظهرت مشكلة بالشرايين التاجية وجلطة غير مكتملة، فتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي لمدة يومين حتى توفاها الله، جراء الإهمال الجسيم (منقول)

إن معالجة قضايا الخطأ المهني في القطاع الطبي تحتاج إلى تشريعات دقيقة لتنظيم مهنة الطب مع ضمان حقوق المرضى و محاسبة المخطئ دون أن ترهب الطبيب أو تقوض رسالته الإنسانية، لبناء منظومة صحية آمنة لكل من الطبيب والمريض الذى يعانى الإهمال و يحتاج الى خدمات طبية عالية الجودة ، كما يشتمل هذا القانون على عقوبات صارمة عند الإهمال والتقصير الذي يؤدى إلى الإضرار بصحة المرضى .

والى اللقاء : دكتور / السيد مرسى

 

مقالات ذات صلة