
كلمة العدد 1415.. “”حكم إسلام سياسي جديد في الافق””
يكتبها د. محمود قطامش
يبدو أن المستقبل سيحمل لنا أخبارا جديدة لحكم إسلامي في طريقه للظهور بعد حكم طالبان في أفغانستان وهيئة تحرير الشام في سوريا …. هناك حكم إسلامي قادم في الصومال بواسطة حركة الشباب التي باتت تنتهج أسلوبا مختلفا عن تنظيم القاعده التي تنتمي إليه، فهي تهيئ الداخل الصومالي لفرضية استيلائها على السلطه وأعطاء الانطباع بانها الأقدر علي توحيد البلاد بدلا من النخبه الفاسدة التي تحكم البلاد الآن —كما تدعي وتروج — بالإضافه إلى تهيئة المجتمع الدولي لقبولها بانتهاج نهج مغاير عن القاعدة حيث أصبحت تسير حسب الروشتة السورية بالتركيز على الجهاد المحلي فلا إرهاب معولم عابر للحدود و تتبنى أسلوب مدروس في الصراع لا يوقع ضحايا ومصابين بالإضافة إلى دفع القوى الدولية إلى تقليص أنشطتها ووجودها في البلاد مما سيضعف الحكومة ويفقدها غطاء أمني ودبلوماسي، الأمر الذي سيفتح البلاد أمام حركة الشباب للهيمنة على السلطة وتحييد الأوروبيين والأمريكيين ويصبح الأمر مقبولا إذا تعهد الحكام الجدد بالتحول إلى الجهادية المحلية والتنصل من الإرهاب العابر للحدود وتفكيك التحالف والشراكة مع الحوثيين والتفرغ لتقويض ومحاربة داعش في الصومال تمهيدا للسيطرة على الحكم و إقناع الجميع بتحقيق الاستقرار وتقليص نفوذ إيران وحل المشاكل المعقده في القرن الأفريقي وقطع الروابط التنظيمية وخطوط الأمداد بين الحوثيين وفرع القاعدة في الصومال ومحاربة وتقويض داعش التي تتخذ من الصومال مركزًا إداريا ومحطة للتمويل العالمي للقاعدة وهي تخطط الآن للقفز على الحكم في الصومال وتسعى إلى استغلال المشاكل الراهنة وحالة عدم الاستقرار وتراهن على حرص الأوروبيين والأمريكييين على مصالحهم بواسطة أي شريك والاإسحاب والبعد عن نقاط الصراع الساخنة في العالم وقد ضربت الحركة بقوة بنية الجسد العسكري الحكومي وأضعفت الثقه والروح المعنوية داخل الجيش من خلال عمليات نوعية مثل محاولة إغتيال الرئيس الصومالي والهجوم على القصر الرئاسي والذي كان من نتيجته تدمير كثيرا من المنشئات داخل القصر وأحكام السيطرة على مقديشيو استعداداً للزحف إليها مع تسيير دوريات تفتيش على الطرق الموصلة بين المدن المهمة في الصومال والتمرد طويل الأمد وعقد الاتفاقات مع القوى الطائفية في الأقاليم بشكل مباشر وشن هجمات على المدن والبلدات الاستراتيجية وتلك خريطة الطريق للحركات الجهادية إلى السلطة لاستكمال التحول من التمرد المسلح إلى ممارسة الحكم مثل طالبان في أفغانستان وهيئة تحرير الشام في سوريا وأن غدًا لناظره قريب.
و لكم تحياتي .
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين