مقالات

“معًا بالوعي نحميها”

بقلم / إحسان داود الغالي
مقرر المجلس القومي للمرأة بشمال سيناء

نحيا الان تحديات مُعقَّدة تواجهها المرأة في مجتمعاتنا، خاصةً في المناطق الحدودية مثل شمال سيناء، يبرز دور الوعي كسلاحٍ فعَّال لمواجهة قضايا المرأة وحماية حقوقها. فالحماية ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي عملٌ مؤسسي ومجتمعي يعتمد على فهم عميق للواقع وبناء استراتيجيات وخطط تلائم خصوصية المكان والإنسان.
وقد شهدت وتشهد محافظة شمال سيناء تحولاتٍ اجتماعية واقتصادية وأمنية مُتلاحقة، أثرت بشكل مباشر على وضع المرأةومكانتها فبالإضافة إلى التقاليد الاجتماعية التي تُقيّد أحياناً مشاركتها في التنمية، تواجه المرأة تحدياتٍ مرتبطةً بالخدمات الصحية والتعليمية، وفرص العمل المحدودة، وآثار المشكلات الأسرية وغيرها و التي تزيد من معدلات العنف ضدها. هنا، يأتي دور المجلس القومي للمرأة كمظلةٍ وطنية تعمل على تمكينها وتذليل العقبات التي تعترض طريقها.
حجر الزاوية هنا هو الوعي وقد
لا تكفي القوانين وحدها لضمان حقوق المرأة، بل لا بد من خلق وعيٍ مجتمعي يُعيد تعريف الأدوار ويدعم ثقافة الاحترام والمساواة. في شمال سيناء، نعمل عبر حملات توعوية مكثفة تستهدف الرجال والنساء على حد سواء، لشرح مفاهيم مثل “العنف ” و”التعليم حق للجميع”. كما نُشدد على أهمية دور الإعلام المحلي وقادة الرأي في تغيير الصورة النمطية عن المرأة، وتشجيعها على المشاركة في صنع القرار. باعتبارها شريكا وليس تابعا.

وانطلاقًا من إيماننا بأن الحماية تبدأ بالتمكين، أطلق المجلس عدة مبادرات على أرض شمال سيناء، منها تقديم الدعم النفسي والقانوني
برامج التدريب المهني والمعارض لتعزيز استقلاليتها الاقتصادية عبر مشاريع صغيرة تُناسب طبيعة المحافظة.

ومن الناحية الصحية نهتم بحملات الكشف المبكر عن الأمراض بالتعاون مع الوحدات الصحية المتنقلة. ومع مديرية الصحة.

كما نهتم بعقد ورش عمل للرجال لتعزيز مفهوم “الشراكة الأسرية” كمُحركٍ للتنمية.
رغم الإنجازات، ما زلنا نواجه صعوباتٍ مثل الإشاعات وانتشار الأفكار المجتمعية المُتشددة، إلا أن إصرار المرأة السيناوية على النهوض بدورها يمنحنا الأمل. نحلم بمجتمعٍ تُصان فيه كرامة المرأة، وتُفتح أمامها أبواب التعليم والعمل دون تمييز، وتكون شريكةً فاعلة في بناء مستقبل شمال سيناء.
ونعمل من خلال الزيارات المتكررة وعقد شراكة مع المؤسسات المختلفة كالاوقاف والازهر والاحزاب وجامعة العريش والصالون الثقافي والمجتمع المدني
على إتاحة فرصة اكبر لتكوين خطط وبرامج تدعم المرأة في شمال سيناء.

نؤمن ان المرأة هي الأم والأخت والابنة والزوجة والعاملة… هي نصف المجتمع وصانعة النصف الآخر. وحمايتها ليست ترفًا، بل واجبٌ وطني وأخلاقي. معًا، بالوعي والتعاون، نستطيع أن نصنع بيئةً آمنة تُطلق طاقاتها وتُكرس مبادئ العدالة. فلنكن جميعًا سندًا لها، لأن في حمايتها حمايةً لمستقبل الوطن بأكمله. ومعا بالوعي نحميها.