تقارير

حكاية بوابة العريش رمز الهُوية والتاريخ في محافظة شمال سيناء

بقلم / عادل رستم

في قلب محافظة شمال سيناء، حيث تلتقي رمال الصحراء الذهبية بزُرقة مياه البحر المتوسط، تقف بوابة العريش شامخةً كحارسٍ للزمن، تحمل بين تفاصيلها حكايات الأجيال، وتُجسِّد روح المكان الذي شهد تحولات التاريخ من الفراعنة إلى العصر الحديث.

البوابة الحديثة بين الماضي والحاضر ….

في القرن العشرين، ومع تطور العريش كمدينة ساحلية، بدأت فكرة إنشاء بوابة معمارية تليق بموقعها كعاصمة لمحافظة شمال سيناء. تطوع لتصميمها المهندس جمعة شعبان والمهندس رءوف العيسوي والمهندس محمد القصاص بين عامي ٩٥ و ٩٦.. لم تكن مجرد هيكلٍ إسمنتي، بل رسالة ترحيب بالقادمين من رفح شرقًا أو من القاهرة غربًا، تختزل في تصميمها رموز بحريةألوانٌ زرقاء تعكس قرب المدينة من البحر. شموخ الصحراء أعمدةٌ شاهقة تُذكِّر بصمود أهل سيناء . والتصميم ان يجمع بين الحضارة الإسلامية والفرعونية ولفظ الجلالة.

المشروع الحالي لتطوير البوابة ليس مجرد تجميل، بل إعادة كتابة للتاريخ … ودعما لأهمية دور رجال الأعمال ولدور رأس المال الاجتماعي بادر رجل الاعمال الحاج محمد صابر الشريف ومؤسسة صدام لإعادة تصميم وصياغة البوابة بما يناسب الهوية البصرية لشمال سيناء … بإشراف المهندس رءؤف العيسوي والمهندس أسامة الطنجير …الذي أكد ان التصميم الجديد سيجمع بين التاريخ والحداثة ويعتمد التصميم في عناصره على مفردات البئية والأرث الإنساني والتاريخي لسيناء.

بوابة العريش ليست حجرًا وإسمنتًا، بل هي ذاكرة حية تحمل أنفاس كل من مرّوا من هنا تجار ومحاربون، شعراء، وأطفال لعبوا بين أضوائها عند الغروب. اليوم، تُكتب فصول جديدة من حكايتها، حيث تُصافح البوابة السماء مرة أخرى، ليس كشاهدٍ على الماضي، بل كفنانٍ يرقص على إيقاع مستقبل سيناء.

مقالات ذات صلة