
الحلم الأفريقي من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي: مسيرة حلم وأمل يتجدد
بقلم: د. سهام عزالدين جبريل
في الخامس والعشرين من مايو عام 1963، اجتمع قادة 32 دولة أفريقية مستقلة في أديس أبابا ليؤسسوا منظمة الوحدة الأفريقية، واضعين اللبنة الأولى لمشروع الوحدة القارية، بعد سنوات من الاستعمار والاستغلال والانقسام. لم تكن المنظمة مجرد كيان سياسي، بل كانت صرخة وعي وهوية، وتجسيدًا لحلم التحرر والانبعاث الأفريقي فقد ترجم الآباء المؤسسون حلم التحرر والوحدة
فقد كان الآباء المؤسسون القادة الذين ساهموا في هذا التأسيس التاريخي:
كوامي نكروما (غانا): أبرز دعاة الوحدة السياسية الشاملة.
هيلا سيلاسي (إثيوبيا): احتضنت بلاده المؤتمر الأول.
جمال عبد الناصر (مصر): دعم حركات التحرر وأكد على وحدة المصير.
جوليوس نيريري (تنزانيا): آمن بالوحدة الشعبية والثقافية.
أحمد سيكو توري (غينيا)،
موديبو كيتا (مالي)،
ليوبولد سنغور (السنغال)
وضعوا الآباء المؤسسين أسسًا فكرية متباينة تحت مظلة هدف واحد.
لقد كانت رؤيتهم واضحة تمحورت فى :
استقلال القرار الأفريقي، ووحدة القارة في مواجهة التحديات.
وتحقق حلم أن نشاء المنظمة التى شهدت مراحل تطور
بدأت من الخطوة الأولى وهى تأسيس منظمة الوحدة إلى الاتحاد الأفريقى
حيث وضعت منهجا بتحرك المنظمة لتحقيق أهداف وطموحات شعوب القارة السمراءةوالتى تحققت على التوالى
1. 1963–1990: دعم حركات التحرر، تثبيت السيادة، ومواجهة الاستعمار الجديد.
2. 1991–2001: ميثاق أبوجا والدعوة لتكامل اقتصادي وسياسي أعمق.
3. 2001 – اليوم: تأسيس الاتحاد الأفريقي، وإنشاء مؤسسات فاعلة مثل:
مجلس السلم والأمن
البرلمان الأفريقي
مبادرة النيباد للتنمية
كما وضعت رؤية طموحة لاستثمار الأدوار الاجتماعية لكل فئات المجتمع حيث اعتمد الاتحاد على تفعيل وتمكين
دور المرأة والشباب باعتبارها طاقة التغيير وركيزة المستقبل
اعتمد الاتحاد أهمية تمكين المرأة الأفريقية التى كانت ولا تزال في مقدمة العمل المجتمعي والسياسي، رغم التحديات.
الى جانب دور الشبابةالذين يمثلون أكثر من 60% من سكان القارة، وهم أملها في الابتكار، التغيير، والتقدم.
حيث وضع الاتحاد أجندة 2063 التى تؤكد على دمجهم، وتفعيل أدوارهم من خلال التمكين الفعلي والمشاركة في صناعة القرار.
التحديات الراهنة التى تواجه أبناء القارة
1. الانقلابات والنزاعات المسلحة
2. ضعف التكامل الاقتصادي
3. التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي
4. الهجرة القسرية وفقدان العقول
5. الاعتماد المالي على الخارج
6. أزمة الهوية والانتماء في بعض الدول
٧. الصراعات العرقية والإثنية فى كثير من الأقاليم
آليات التحرك نحو تحقيق الحلم الأفريقي
حوكمة رشيدة ومكافحة الفساد
الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا
تطوير البنية التحتية القارية
تمكين المرأة والشباب في القيادة
استقلالية التمويل وصنع القرار
إعلام أفريقي موحد يعكس صوت القارة الحقيقي
برغم كل التحديات والمعوقات التى تواجه دول القارة فمازال وسيظل حلم الوحدة الأمل لا يزال ممكنًا
ونحن نستعرض ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، لا نحتفي فقط بالماضي، بل نستحضر جذوة حلم لا يجب أن تنطفئ.
أفريقيا اليوم تقف أمام مفترق طرق: إما أن تبني وحدتها، أو تظل ساحة لصراعات الآخرين.
الحلم الأفريقي لا يزال حيًا، وسيستمر جذوة الحلم وشعلتة المضيئة عبر مسيرة الأجيال وكل جيل يحمل شعلة يكمل بها الطريق.
–
خالص تحياتى
د / سهام عزالدين جبريل