
إعصارحقيقى أم صناعى
دكتور / السيد مرسى
شهدت الإسكندرية إعصار قصير وخطير مع الساعات الأولى صباح السبت 13/5/2025، تساقطت الأمطار بغزارة كالسيول ومعها البرق والرعد، ورياح شديدة بلغت سرعتها 90 كيلومترًا في الساعة، انخفاض كبير في درجات الحرارة، وتساقطت قطع كبيرة من الثلوج في سابقة لم تعرفها المدينة في تاريخها الحديث، وارتفعت أمواج البحر لأكثر من متر ونصف، وغمرت المياه الشوارع والأنفاق، وتساقطت أجزاء من بعض المباني، وأعمدة إنارة، وتحطم عدد من السيارات. من جراء سقوط لوحات إعلانية على طريق الكورنيش.
هذا الواقع الجديد يثير تساؤلات حول مدى استعداد البلاد لمواجهة مثل هذه الكوارث التي لا أدرى هل هي طبيعية ام صناعية ؟ ويعيد للذاكرة زلزال 12 أكتوبر 1992 الأكثر شهرة في العصر الحديث، حيث بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وضرب مناطق واسعة من القاهرة الكبرى، مما أدى إلى مقتل 545 شخصًا، وإصابة أكثر من 6500، وانهيار 350 مبنى، وفق تقرير الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، وكذلك هزة البحر الأحمر في مارس 2021 والتي بلغت 4.6 درجة، وشعر بها سكان القاهرة والسويس، و جددت المخاوف من نشاط زلزالي متكرر، وفي نوفمبر 2020، شهدت السواحل الشمالية الغربية آثارًا لإعصار “ميديكين” المتوسط، وهو إعصار مدارى نشأ فوق البحر المتوسط. وقد رُصدت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في مدينة مرسى مطروح والعلمين، مع حدوث سيول أغرقت أجزاء من الطرق، هذه التغيرات المناخية والجيولوجية المفاجئة قد يكون ورائها هذا المشروع الأمريكي الغامض (HAARP)هارب، الذي يتحكم في الطقس، ويسبب الزلازل، وما حدث بالإسكندرية ليس ببعيد؟ مثل هذه التقلبات الجوية، التي تأتى في توقيت غريب ومريب وخاصة ونحن في بداية شهر يونيو، حيث تميل الأجواء عادة إلى الاستقرار وارتفاع في درجات الحرارة، وقول البعض أن “هارب” مسؤول عن تغيرات مناخية غريبة حول العالم!!!
والغريب في كل ذلك هذا الغياب للتحذير المبكر من جانب هيئة الأرصاد!!! الذى جعل السكان والسلطات المحلية يتفاجؤون كل مرة، وتبريرهم أن هذه الظواهر “غير معتادة”، وأنها “تفوق توقعات النماذج المتاحة”، إلا أن ذلك لا يعفيهم من المسؤولية، خاصة في ظل التطور التكنولوجي في مجال التنبؤات الجوية عالميًا.
الخلاصـــــة: إن فشل الأرصاد الجوية المصرية في التنبؤ ببعض الكوارث الطبيعية لا يجب أن يُفهم فقط كقصور تقني، بل كإشارة إلى ضرورة إعادة هيكلة شاملة للمنظومة المناخية والزلزالية في البلاد، فالمواطنون يستحقون نظامًا فاعلًا يحميهم، ويُخطرهم في الوقت المناسب، ويقلل من الخسائر البشرية والمادية.