مقالات

داوي وداري إنكساراتك.. بقلم / عادل رستم

هذه العبارة الجميلة تحمل عمقًا نفسيًا وإنسانيًا كبيرًا… نعم، كثيرٌ منا “يداري انكساره” خلف قناع القوة لأسباب مفهومة
لماذا نفعل هذا؟

انه نوع من الحماية الذاتية والخوف من استغلال الضعف أو التعرض للأذى.وخاصة عندما يتوقع المجتمع او المحيطين بك بأن تكون “قويًا دائمًا” خاصة للرجال أو القادة.والرهبة من الحكم تجنب نظرات الشفقة أو النقد.
لكن احذر ياصديقي ..
إخفاء المشاعر يستنزف طاقتك بمرور الوقت.والعزلة قد تبتعد عن أحبائك دون أن تدري.
ان القوة الزائفة هي القناع الذي قد يصبح سجناً يمنعك من طلب الدعم .والقوة الحقيقية ليست في إنكار انكسارك، بل في شجاعة الاعتراف به.. ثم اختيار من تثق به لترى شظاياك، وتجد في عينيه انعكاسًا لجمالك الإنساني حتى وأنت تُرمَّم.
هل نتوقف الأن..أو نحاول المداوة
وربما يأتي العلاج من داخلك
فكم هو شجاعٌ منك أن تخطو هذه الخطوة… فهذا الاعتراف وحده بدايةٌ للقوة الحقيقية.

لنبحث معًا كيف نخلق توازنًا حكيمًا بين الصدق مع أنفسنا والحفاظ على صورتنا الاجتماعية، دون أن نُهلك أرواحنا بالأقنعة الزائفة التي لاتعبر عن حقيقتنا وعلينا ياصديقي أن نميز بين الضعف والإنسانية …
لاتبدأ بالضعف المُدَمِّر كالبوح بكل جراحك لأشخاص غير أمنين، أو الانسحاب الكامل.او أن تقول أمرٌ صعبٌ يمرّ بي الآن… لكنني أتعامل معه هذا لا يعطيك صورة “ضعيف” بل صورة إنسان واعٍ، قادر على المواجهة.

ويمكن تحويل الانكسار إلى جسر عندما تسأل أحدهم كيف حالك؟ بدل “بخير” المُعتادة
قل إجابة متوازنة أقاتل التحديات بخطى ثابتة… شكرًا لسؤالك وهنا تُظهر نضجًا دون كشف حقيقتك .ويبدو أن هناك سؤالا منطقيا متى يجب أن ترفض البوح؟

لا تشارك ضعفك عندما البيئة غير آمنة .الطرف الآخر لا يحترم خصوصياتك أو عندما تكون في حالة انهيار تام ….
القوة ليست صخرةً لا تُخدش.. بل هي نبعٌ يَعترف بأنه قد ينضب أحيانًا لاستعادة نفسك مرة أخرى لكنه يعرف دائمًا كيف يملأ نفسه من منابع أخرى.

مقالات ذات صلة