
سرحان… لا زهايمر!
اشتريتُ منها خضارًا، ثم دفعت لها نقدًا، ووقفتُ أنتظر الباقي. سألتني: “كم أعطيتني؟”
لم أكن متأكدًا، فقلت مترددًا: “أظن أنها مائة!”
قالت: “خمسون أم مائة؟”
فآثرت الاحتمال الأدنى وقلت: “اجعليها خمسين!”
ثم ذهبتُ إلى السوبرماركت، اشتريت زيتًا وجبنًا، ودفعت الحساب بنصف تركيز.
وحين عدتُ إلى البيت، لاحظت أنه أخذ أكثر مما يستحق.
مع صلاة العصر راجعتُه، فهو يعرفني، فسألته: “كم أعطيتك قبل العصر؟”
راجع الحساب، فكان دقيقًا!
ثم دخلتُ الصيدلية لشراء علبة دواء، فاستقبلني الصيدلي ببشاشة، وقال مازحًا:
“أأعطيتني خمسين أم مائة؟”
كنت هذه المرة على يقين أنني أعطيته مائتين، فقد كنت بحاجة إلى صرف.
قلت بثقة: “أعطيتك مائتين.”
فأعاد لي الباقي مبتسمًا، وقال جملة جمعت بين الطرافة والحكمة…
لكنني لم أفهمها جيدًا، فقد كنت غارقًا في ذلك السرحان الذي يستحوذ عليّ كلما حاولت الإمساك بفكرةٍ قبل أن تفلت!
عافاكم الله من أدواء أربعة: الهم، والحزن، والسرحان، واليأس.