آراء وتحليلات

كلمة العدد 1421.. “ياعرب ماذا سيكتب المستقبل عنكم؟”

يكتبها د. محمود قطامش

في ظل محاولات طمس الهوية وإعادة رسم الواقع لبعض الدول بشكل لن يكون على هوى من أصحابها كيف سيكتبنا المستقبل ؟!!!!!

في الحقيقة نحن نعيش أقسى مراحل التاريخ تعقيدًا في وجود بعض من دولنا العربيه بالكاد تحافظ على شرعية وجودها ومجتمعات أنهكتها الحروب والتحالفات التي ستكتب التاريخ بدوننا وربما تكتبه ضدنا والحديث هنا على دول الشرق الأوسط كيف سيذكرنا المستقبل ؟

هل سيكتبها أمم ذابت وانهارت عبر التاريخ ام سيكتبها أرواحا قاومت جحيما خلقه لنا اطماع الدول العظمى …….. التاريخ الذي لا يكتبه أصحابه يتحول إلى أسطورة تتناقلها الأجيال بالمبالغة والتحريف وربما سطرا في سجل انتصار المنتصرون كما حدث لأمم سبقتنا في التاريخ …….

نحن لا نعيش على هامش التاريخ بل مركزه وعلينا توثيق تجاربنا وروايتنا حتى لا نتحول وكما سبق وأسلفت إلى سطر باهت في تقارير أو خرائط مابعد الخراب والحديث هنا يقودنا إلى السؤال كيف ينظر الينا العالم الغربي؟ والذي يشكك دوما في شرعية وجودنا لمجرد أن نظمنا الاجتماعية والثقافية ومعتقداتنا الدينية قد لا تتطابق مع ما يعتقدون أو ما يعتنقون والمسمى نموذج الدولة القومية الأوروبية فالمنطقة من سوريا ولبنان والعراق لم تكن يوما بلا نظام ولم تكن تحكمها الفوضى بل كانت تملك نموذجا مختلفا من التنظيم والإدارة حتى لا يتجرأ علينا البعض ليقول (أرض بلا شعب). 

أن منطقتنا العربية بسبب الاحتلالات المتكررة والتجارب المختلفة فيها وعليها تسبب في إنهيار هيكل القيم والأخلاق فأصبح تشويه الحقيقة وجعل الأكذوبة ترتدي ثوب النبوه امراً يسيرا ففي ظل هذا الجحيم المتعاظم والتقسيم الذي يجري تنفيذه أمامنا وعلى مرأي من العالم كله واستباحة حدود الدول وإعادة تعريف هوياتها وتذويب ودمج الكثير منها أصبح القادم أكثر خطورة !!!!!

نحن نشاهد المشروع قيد التنفيذ بالطلب بتهجير أهل غزة وعلى أنقاض نكباتهم ومقابرهم الجماعية يخطط لإنشاء واقع جديد مختلف وفي مكان آخر في سوريا المهددة بإعادة التقسيم على أسس طائفية أو دينية أو عرقية ضمن مشروع ماكر يجعل البلاد مسرحا للصراع والمعارك الممتدة ربما لعقود قادمة وربما ستعاد تسمية الأراضي والبلدان فلا يوجد شي مستغرب ولا مستحيل في ظل صمت دولي يوهم بالموافقة ويغري بسرعة التنفيذ أمام عملية تفتيت وسلب كيانات واستقلال دول المنطقة وكأننا خارج التاريخ …….

علينا أن نهب لإيقاف هذا الجحيم الذي سيمتد أثره إلى المستقبل حيث يصبح الاستثمار في الخراب أكثر سهولة ويسر كما نري الأن ….. العقود القادمة مرعبة وستكون المنطقة كلها خارج سيطرة سكانها إلا ما ندر ستضيع فيه الحقوق والهويات والتاريخ والإرث وسيذكرنا التاريخ كعرب بذكرى مشوهة في منطقه لا حول فيها ولا قوة في رسم واقعها وستكتب نهايتها بأقلام لاتعرفنا وتتعمد تشويه عدالة قضيتنا وستصمد وتبقى الدول التي تبتكر الحلول وتستثمر في العلم والتكنولوجيا وتهتم بالتنمية والحقيقة الثابتة أن تشكيل المستقبل لن يكون بالإرث بل بميزان النفوذ والقوة في واقع جديد لم تعد الشعارات ولا المواقف الأخلاقية أدواتها وعلينا من الآن الاستعداد لهذا.

ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين