
الصراع الإيراني الإسرائيلي… النار المشتعلة فى منطقة تمثل بؤرة الطاقة فى العالم
بقلم /سهام عزالدين جبريل
بين تل أبيب وطهران ، تتوالى الرسائل الخشنة، والضربات الخفية، والمسيرات والضربات الصاروخية والتصريحات الملتهبة. ورغم أن الدولتين لا تتشاركان حدودًا جغرافية، إلا أن الصراع بين إسرائيل وإيران يُعد من أكثر الملفات خطورة في الشرق الأوسط، لِما يحمله من أبعاد دينية واستراتيجية ونووية، قد تنفجر في أية لحظة لتطال شظاياها الإقليم بأسره.
أولًا: جذور الصراع… عقائد ومواقف لا تلتقي
تتخذ إيران من معاداة إسرائيل سياسة ثابتة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وتصفها بـ”الكيان الصهيوني الغاصب”، وتدعم فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية. في المقابل، تنظر إسرائيل إلى إيران باعتبارها الخطر الوجودي الأول، وتسعى لمحاصرة نفوذها وردعها بأي ثمن.
ثانيًا: النووي الإيراني… الخطر الأعظم
البرنامج النووي الإيراني هو أكثر ملفات التوتر حساسية. تخشى إسرائيل أن يمتلك خصمها اللدود سلاحًا نوويًا، ما قد يغير قواعد اللعبة الإقليمية. وقد اتهمت طهران تل أبيب مرارًا بتنفيذ عمليات سرية، من اغتيالات العلماء إلى الهجمات السيبرانية.
ثالثًا: النفوذ الإقليمي… صراع على الخرائط لا على الحدود
تمدّ إيران أذرعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن عبر ميليشيات وأحزاب موالية، وهو ما تعتبره إسرائيل “خنقًا استراتيجيًا”. وترد إسرائيل بعمليات جوية واستخباراتية دقيقة، خصوصًا في سوريا، مستهدفة قوافل السلاح ومواقع التموضع الإيراني.
رابعًا: الحرب بالوكالة… مواجهة غير مباشرة
يتجنب الطرفان الصدام المباشر، ويخوضان “حربًا بالوكالة” عبر وكلائهما. تدعم إيران “محور المقاومة” الذي يشمل حزب الله، حماس، والجهاد الإسلامي. بينما تسعى إسرائيل لتفكيك هذا المحور سياسيًا وعسكريًا، سواء عبر ضربات محددة أو تحالفات إقليمية.
خامسًا: التحالفات والضغوط الدولية
تلعب الولايات المتحدة دور الداعم الأول لإسرائيل، عسكريًا وسياسيًا، وتفرض عقوبات صارمة على إيران. وفي المقابل، تستفيد طهران من دعم قوى أخرى مثل روسيا والصين. هذا الاصطفاف العالمي يُعقّد المشهد ويُخرج الصراع من إطاره الإقليمي.
سادسًا: مصر والموقف العربي… صوت العقل والتوازن
رغم تصاعد التوتر، تبرز مصر بدورها التقليدي كـ”ضابط للإيقاع الإقليمي”.
فهي:
ترفض التمدد الإيراني الذي يهدد الدول العربية.
لا تؤيد التطبيع العسكري مع إسرائيل في سياق المواجهة.
وتدعو إلى الحلول السياسية السلمية وضبط النفس، حماية لأمن المنطقة و الخليج وممرات الطاقة الحيوية في منطقة تمثل بؤرة الطاقة فى العالم
عربيًا، ينقسم الموقف:
على المستوى العربى والمناطق الاكثر قربا للأحداث
دول الخليج مثل السعودية والإمارات ترى في إيران تهديدًا حقيقيًا وتحالفت بشكل متزايد مع إسرائيل.
بينما تميل دول مثل قطر وعمان إلى التهدئة والحوار مع طهران.
والسؤال الذى يشغل الجميع هو ماذا بعد التصعيد… هل من حلول؟
فى الحقيقة أن قضية الصراع الإيراني الإسرائيلي لم تعد مجرد مشروعات إقليمية تحاول السيطرة والهيمنة وامتلاك مفاتيح المنطقة فالأمر أشد خطراً ومرشح لمزيد من التعقيد، حيث تبدو الصورة متزاحمة فى مرحلة استثنائية في تاريخ المنطقة والتخوف من تداعيات هذا الخطر وخطورة ان يتسع الصراع وتتشابك بؤر الصر اع في المنطقة؟
فى الحقيقة أن كل دول المنطقة تعيش حالة من الحذر ثم الحذر فالصراع لم بعد مجرد هدف لتمدد المشروع الإيرانى الصفوى فى المنطقة والذى يماثلة المشر وع الصهيونى الاستيطانى فالأمر أكثر خطورة فى منطقة تمثل بؤرة الطاقة في العالم فى وتتحكم في مسارات الطاقة في العالم وماتمثلة المنطقة المشتعلة والاكثر سخونة من أبعاد كثيرة وتداخلات كثيرة الى جانب البعد الجيو استراتيجي الاكثر خطراخاصة في ظل استمرار الانقسامات الإقليمية والانحيازات الدولية لكن تبقى ادوار هامة لدول إقليمية محورية تمثل مصر أحد أهم اقطابها مع دول التوازن الاستراتيجى فى المنطقة ومصر قادرة على بما تملك ، بتاريخها وثقلها السياسي، قادرة على لعب دور الوسيط العاقل، الذي يُحافظ على التوازن، ويدفع باتجاه تسوية تُجنب المنطقة من الانزلاق إلى حالة الانفجار الشامل.
—
خالص تحياتى
دكتور /سهام عزالدين جبريل
دكتوراه فى الإعلام السياسي والعلاقات الدولية
زمالة فى الدراسات الاستراتيجية وقضايا الأمن القومى