
خدعوك وقالوا
دكتور / السيد مرسى
في إحدى الليالى المضطربة، وبينما كان الشرق الأوسط نائما، ويتقلب على وسائد ممزقة بسبب أزماته الاقتصادية، وفى مفاجأة بدون موسيقى تصويرية تضرب إسرائيل مفاعل نووية وقادة وعلماء بدولة إيران ، بالطائرات الأحدث في العالم لتقول بوووم بوووم ، وهذا الغرب الذى يتحدث حول الإسلاموفوبيا ، و إيران الدولة الإرهابية صاحبة مفاعل نووية، تشكل تهديدًا على دولة إسرائيل ؟ وجاءت هذه المسرحية العبثية التي من تأليف كاتب مختل يتقاضى أجره من شركة إنتاج تسعى لاحتكار العقول! التي لم تقرأ العنوان الكبير الذى كتب منذ سنوات بخط سميك ” شرق أوسط جديد على جثث الخرائط القديمة ” وقد افصحت عن ذلك كونداليزا رايس في 2006 وحديثها عن “شرق أوسط جديد”، وكأنها تقول لهؤلاء النيام ان النص قديم والإخراج جديد ” لفيلم عنوانه الشرق الأوسط الجديد ، يدور حول الغاز الطبيعي، والنفط، والدم ، من اجل ذلك خدعوك وقالوا ان إسرائيل حققت أهدافها للقضاء على القدرة النووية لإيران ليس في ايران فقط وان لم تسفر عن شيء وفق الرواية الإيرانية، وقد ثبت لنا شيئًا واحدًا: ان كل طرف يضرب ليُقال إنه ضرب، ويصمت ليُقال إنه حكيم ؟
عزيزى القارئ : لا يخدعنك دخان الطائرات المسيّرة ولا حطام الصواريخ هنا وهناك، فالهدف وراء ذلك ليس إيران وحدها، بل تركيع الشرق الوسط ، فهذه تركيا تنظر إلى الموقف بحذر، بينما تُراجع ميزان مصالحها ، وكذلك السعودية تراقب بصمت دبلوماسي محسوب، وتلوح بعصا التطبيع لإرضاء العم سام ، ومصر ليست ببعيد عن المشهد، و الخليج يكتفي بالتصفيق الحذر وتغريدات “نتمنى السلام للجميع” ، كل وإسرائيل تعمل كمدير تنفيذى للأقليم ليس فقط عسكريًا، بل سياسيًا واقتصاديا ، ونفسيا من خلال تصدير الخوف للجميع، تعرفه أجهزة الاستخبارات الغربية، وجعلوا إسرائيل تسكب الزيت فوق ليشتعل أكثر وهذا الترامب يراقب المشهد ويقول اضربوا، تشاجروا، لكن لا تُسقطوا المسرح، فقد دفعنا ثمن ديكور هذه المسرحية مقدمًا! ، وروسيا تعترض ، والصين تدرس ، والعرب يتفرجون على المباراة من الصفوف الخلفية، حاملين أعلام الحياد الإيجابي وبالونات الدبلوماسية المتوازنة والمواطن يسأل عن سعر الطماطم واللحوم .
أصل الحكاية أن الشرق الأوسط كائن حي، لا يموت… بل يُعاد تشكيله كل مرة بدماء جديدة، على أمل أن تُولد الخريطة يوماً من رحم الحقيقة، لا من فوهات المدافع وهكذا تظل المنطقة رهينة حرب إعلامية، واستراتيجيات مصطنعة، واحتفالات كاذبة بـ”النصر الإلهي”، بينما الحقيقة الوحيدة هي أن شعوبنا صارت تشاهد أخبار الحرب كأنها جزء من مسلسل رمضاني… يتجدد كل عام، دون نهاية، ودون راحة إعلانية!
الى اللقاء : دكتور / السيد مرسى