
هو لا يكذب لكنه يتجمل.. بقلم أ.د. زكريا محمد هيبة
مر سليمان -عليه السلام- بعصفور يقول لعصفورة “تزوجيني وأسكنك أي قصور الشام شئت” فقال: كل خاطب كاذب.
وفي مجمع الأمثال للميداني “كلُّ خَاطِبٍ عَلى لِسَانِهِ تَمْرَةٌ”.
فهل الخاطب يكذب أم تراه يتجمّل؟
الشاب حين يخطب فتاةً، يراها زوجة المستقبل، يُحلّق بها في سماوات الوعود، يسكنها الغيوم، ويغزل لها من الأماني قصورًا من وهم. يصف لها الحياة الزوجية كأنها حكاية من ألف ليلة وليلة، حيث لا تعب، ولا خلاف، ولا ملل، بل حب دائم، وسعادة مقيمة، وهناء لا يشوبه فتور.
هو – في الغالب – صادق النيّة، لكنه مدفوع بعاطفة جياشة، تسبق أحلامه التي ليس لها منتهى، وتغلب واقعه الذي لم يتضح بعد.
وهي – في الغالب أيضًا – تتغافل عن الواقع عن طيب خاطر، ويستهويها الغرق في تلك الأحلام.
تعلم في قرارة نفسها أن الحياة ليست بتلك النعومة، لكنها لا تريد أن توقظ الحلم، ولا أن تصحو على صوت الواقع.
وهكذا يتواطأ القلبان على كذبة بيضاء!
فـاكذب لها، واكذب عليها – ما دمت تحسن النية – وإلا… ستبقى عزبًا!
يقول المثل الزيمبابوي:
“الرجل الذي لا يكذب… لن يتزوّج أبدًا.”