
التوازن في الأحمال.. مفتاح العبور إلى بر الأمان
كتب / عادل رستم
كما هو معتاد في الدوائر الكهربائية، عندما تزيد الأحمال عن الحد المطلوب، تبدأ المشاكل في الظهور؛ فتتعطل الأنظمة، وقد تنقطع التيارات، أما حين تتوازن الأحمال، فإن الطاقة تتدفق بانسيابية، ويعبر النظام بسلام إلى بر الأمان.
هذه القاعدة لا تنطبق على الكهرباء فحسب، بل على حياتنا أيضًا. فكل منا له طاقة تحمُّل محدودة وإذا زادت الأعباء عن الحد، قد تحدث ما لا تُحمد عقباه من انهيار جسدي أو نفسي.
ولماذا التوازن مطلوب
جسديًا : الإرهاق المستمر دون راحة يؤدي إلى تدهور الصحة، تمامًا مثل المحرك الذي يعمل فوق طاقته فيتعطل.
نفسيًا : الضغوط المتزايدة تسبب التوتر والقلق، مما يفقد الإنسان تركيزه وسلامه الداخلي.
اجتماعيًا :إهمال العلاقات بسبب الانشغال الزائد يخلق فجوة بين الإنسان ومحيطه.
ويبقى السؤال كيف نحقق التوازن يمكن ان نطرح نقاطا منها او بدايتها أن تحدد أولوياتك لا تحمل نفسك ما لا تطيق، وركز على ما هو ضروري. وخذ فترات راحة كما تحتاج الأجهزة إلى تبريد، أنت تحتاج إلى استراحة لاستعادة الطاقة. وعليك أن تقلل من الضغوط غير الضرورية تخلص من العادات والمهام التي تستنزفك دون فائدة. وان استطعت اطلب المساعدة عند الحاجة كما تُوزع الأحمال في الشبكات الكهربائية، لا تتردد في مشاركة أعبائك مع الآخرين.
الحياة ياصديقي مثل الدائرة الكهربائية، تحتاج إلى توازن كي تعمل بكفاءة. فكما أن زيادة الأحمال تُعطِّل النظام، فإن الإرهاق الزائد يُعطِّل حياتك. لذا، حافظ على توازنك الجسدي والنفسي، واعبر إلى بر الأمان بسلام.
لا تُثقِل نفسك فوق طاقتها، فالسفينة تغرق إذا زاد حمْلها، حتى لو كانت قوية.