مقالات

فارس الأحلام.. بقلم أ.د. زكريا محمد هيبة

حق مشروع أن يكون لكل فتاة فارس أحلامها الذي ستشاركه رحلة الحياة، ولها أن تضع مواصفات كما يفعل الرجل سواء بسواء، لكن الرجل كامل الأوصاف لا يوجد إلا في الروايات، حتى الروايات باتت هي الأخرى تلامس الواقع. وهذا يعني أن الفتاة العاقلة وهي في معرض الاختيار تضع هذا الأمر نصب عينها.
أقول هذا وأنا محمّل برصيد كافٍ من حيثيات رفض كثير من الفتيات كما نقله إليّ الوالدان والأقربون، ومن جملة هذه الحيثيات التي عليها أخذت الفتاة قرارها بالرفض ابتداءً أو بعد فترة وجيزة من الخطبة؛ أن الشاب يفتقد إلى بعض الصفات، بعضها يتعلق بالعمل، وبعضها بالصفات والسجايا، وبعضها بالشكل والمظهر.

ففيما يتعلق بالعمل؛ قد يكون محدود الدخل، أو لا يعمل، أو طبيعة عمله لا تروق لها….
وفيما يتعلق بالصفات والسجايا؛ بخيل، أو شكّاك، أو ضعيف الشخصية….
وفيما يتعلق بالصفات الجسدية والمظهر؛ أصلع، بدين، أسمر، فرق السن كبير…
رفضت إحداهن شابًا لأن رائحة جسدة شديدة، فقلت لمحدثي -متندرًا- “يا أخي نحمّيه”.

وفي جيلي، تم فسخ خطبة لأن الخاطب ذهب لزيارة خطيبته -وهي جارته- بشبشب الحمام.

طبعًا أتفهم بعض تلك الحيثيات، وقد أتفق مع الفتاة فيها، غير أن الرجل -أي رجل- لا بد تطاله جملة من العيوب، وكلمة “جملة” هنا مقصودة، فلنتمسك بالأمور التي عليها تُبنى البيوت، ونتنازل عن بعض الصفات التي يمكن التعايش معها.

ليكن تركيزك على دينه وأخلاقه، “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”.
واعلمى يا بُنيتي أن الرجل الكامل لن يأتي أبدًا، والفتاة التي تنتظر فارس أحلامها قد تستيقظ وقد طرق بابها حمّار!