
نتائج الدراسات العلمية بقلم أ.د. زكريا محمد هيبة
في الحديث الصحيح: ” بئسَ مطيَّةُ الرَّجلِ زعموا”، وزعموا هنا تعني “قالوا، سمعنا، قرأنا…” دون تفحص من قال، ولا تنقيح ما قيل، وأخذه على علاته! والخبر المنقول بهذه الصورة هو مجروح لا ريب.
ولكي يستبين لك منطق ما أقول، إليك نتائج بعض الدراسات التالية:
في دراسة نُشرت باسم “أياسي أويدا”، الباحث في مركز “استا تيربلانتش لأبحاث ضغط الدم”، تبيَّن أن الحديث مع الآخرين يخفف التوتر بنسبة (50٪)، وأن تأثيره يُعادل نصف تأثير دواء “البيتاكزولول”.
وبحسب مشروع بحثي ممول من جامعة “إلين أتكينز” لأبحاث ضغط الدم، أُجري على عينة مكونة من عشرين مصابًا بارتفاع ضغط الدم، حيث قُسموا إلى مجموعتين؛ تضم كل مجموعة عشرة أشخاص.
المجموعة الأولى تفاعلت إنسانيًا في أجواء يسودها المرح والمودة، بينما المجموعة الثانية كانت في بيئة اجتماعية عادية، وتناولت حبوب “ميني دريل” المنظمة لضغط الدم.
أظهرت النتائج أن المجموعة الأولى – التي لم تتناول أي علاج – حققت تحسنًا أكبر من المجموعة الثانية التي تناولت الدواء!
وبناءً على هاتين الدراستين، يمكننا استنتاج أن الرجل الصامت أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدماغية من الرجل كثير الكلام!
فهل يمكن اعتبار هذا فتحًا علميًا جديدًا في علاج ما يُعرف بـ “التداعي الحر”؟
ربما.
لكن، -وما أكثر استخدامنا “لكن” نحن العرب- وقبل أن نُبني على هذه “النتائج” أي أحكام… دعني أوضح الآتي:
• لا يوجد باحث يُدعى “أياسي أويدا”، بل هو لاعب في منتخب اليابان لكرة القدم!
• و”استا تيربلانتش” ليس مركزًا بحثيًا، بل اسم لممثل جنوب أفريقي!
• أما “إلين أتكينز”، فليست جامعة، بل كاتبة بريطانية معروفة!
• وأخيرًا، حبوب “ميني دريل” التي وردت في الدراسة المزعومة، هي في الواقع حبوب لمنع الحمل، وليست لعلاج ضغط الدم!
هذه عينة مما نواجهه يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ونستقبله بكل أريحية وثقة.
إن نتائج الدراسات العلمية الحقيقية لا تُبنى على الأسماء الرنانة ولا على الحكايات المفبركة، بل على منهجية دقيقة، ومراجعة صارمة، وتحليل علمي موثق.
وإلا… فعلى البحث العلمي السلام.
والسلام.