
“أنا التريند”.. بقلم / عادل رستم
قد يبدو العنوان غريبًا، بل مستفزًا للبعض، لكنّه للأسف أصبح واقعًا نعيشه.
في زمنٍ يبحث فيه كثيرون عن الشهرة بأي وسيلة، باتت الكلمة السحرية في عالم الميديا هي “التريند”، ومن أجلها تُرتكب العجائب!
كلٌّ يعرض بضاعته، يسوّق لنفسه، لكن دون قيم، دون معيار،
فالذي يتحكم في السوق الآن هو الفُحش، والانحدار، والتفاهة…
وكأننا أمام استعمار من نوعٍ جديد، لا يحتل الأرض، بل يغزو العقول، ينقلنا من الجِدّ إلى الهزل، ومن المعنى إلى الفراغ،
حتى نغرق تدريجيًا في الوحل.
وقد تسمع من يقول:
“يا عم إحنا مالنا؟ هو إحنا هنصلّح الكون؟”
لا يا سيدي، لا أحد يطلب منك إنقاذ العالم،
ولا حتى إصلاح الشارع الذي تسكن فيه.
ابدأ بنفسك.
ابدأ بمن تعول
بمن تستطيع التأثير فيهم.
فهكذا تبدأ التغييرات الحقيقية:
بذرة صغيرة تُزرع في أرض صالحة.
التريند… عدوى العصر
أصاب الكثيرين بداء الشهرة، صار البقاء في دائرة الضوء هو الغاية لا يهم الطريق ولا حجم التنازلات.
التريند يشحذ ذاك الضعف الإنساني العميق
حب المال… حب الظهور…
فهل ما زال للجوهر مكان؟
….
أَصَابَ الْقُلُوبَ دَاءُ الشُّهْرَةِ الْغَاشِي
وَخُيِّلَ لِلنَّاسِ أَنَّ الضَّوْءَ بَاقِي
فَمَا عَادَ يَهُمُّ الطَّرِيقُ وَإِنَّمَا
صِرَاعُ الظُّنُونِ وَسَفْسَطَةُ الْعَابِثِينَ
يُجَيِّشُ فِي الأَنْفُسِ ضَعْفاً خَفِيَّاً
فَيَذْوِي الْجَوَاهِرُ وَالْمَعْنَى الْبَاقِي
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ ذَاكَ الْبَصِيرُ؟
وَأَيْنَ الَّذِينَ عَرَفُوا قَدْرَ الذَّاتِ؟
إِذَا الْمَالُ وَالزَّوْقُ صَارَا دِيْدَناً
فَهَلْ يَبْقَى لِلْحُبِّ وَالْحَقِّ مَكَانُ؟