الأدب

عربونُ محبةٍ أم خديعة؟ بقلم ولاء شهاب

ودنوتَ منّي في غفلةٍ من الزمان،
لا أُخفيك سرًّا،
فقد توجّستُ خيفةً من هذا الدنو، وهِبتُه…

فكيف أطمئنّ لزمانٍ
عصفَ بشراعِ مركبي،
وتركني في ظلماتِ البحر
وحيدةً، بلا أملٍ في النجاة؟

فواللهِ، ما عدتُ أُصدّق
حُلوَ عطاياه،
ولا ليومٍ أمنتُه…

عذرًا، حبيبي،
كيف لي أن أُصدّق
أنّ دنيتي تصالحتْ معي
بعدَ خصامٍ طويل،
وأنّك الفرحُ
الذي طالما تمنّيتُه… وانتظرتُه؟

نعم، خذلتني تلك الأيّام، وآلمتني كثيرًا،
ولكنّها عزفتْ عن الجحودِ أخيرًا،
فأعطتني إيّاك… للنجاةِ سبيلًا.

صرتَ أنتَ الخيطَ الرفيعَ الذي يربطني بهذه الحياة،
فبدونك، يُصبح البقاءُ فيها مستحيلًا.

ولقد أصبحتَ وحدك
في دربي المُظلم سراجًا منيرًا…

نعم، أنتَ وحدك من يُطمئنني،
ويجعل لوجودي غايةً ووسيلةً.

ولكنني، وعلى رغمِ كلّ ذلك اليقين،
ما زال الشكُّ يُراودني…
أأنتَ حقًّا سعادةٌ تُداعبني؟
أم مرارةٌ،
مختبئةٌ في ثوبِ الفرح،
ستزيدُ من أنينِ عذابي، وتغلبني؟

هل أنتَ عربونُ صُلحٍ ومحبّةٍ منها؟
أم خُطّةُ خداع،
كي أُديرَ لها ظهري، وأنسى غدرها وأمنها،
ثُم في لحظة، تنقضّ عليّ
فأُصبحَ صريعةً تحت أقدامها؟

ولاء شهاب

مقالات ذات صلة