مقالات

بين الأمس واليوم مساحة قد لانتحملها.. بقلم / عادل رستم

مقالي اليوم يحمل في طيّاته سردًا بين الماضي والحاضر، وينتهي بسؤال مفتوح للتأمل
بين الأمس واليوم… هل كنا أفضل
كثيرًا ما نسمع أن “الخروج عن المألوف” ضرورة، وأن التغيير سنة الحياة. لكن هل كل تغيير يحمل الخير؟ وهل نحن فعلًا نسير نحو الأفضل؟
في زحمة الحياة الحديثة، وسط شاشات لا تنطفئ، وإشعارات لا تهدأ، نشعر أحيانًا أننا فقدنا شيئًا عزيزًا… ربما فقدنا أنفسنا.

في الماضي، كانت الحياة بسيطة… بسيطة حد الدهشة. كنا نعرف جيراننا بالاسم، نجتمع حول مائدة واحدة، ونفرح لأبسط الأشياء. لم تكن هناك تطبيقات تذكرنا بأعياد الميلاد، لأن القلوب كانت حاضرة دائمًا. لم نكن بحاجة إلى كاميرات فائقة الجودة لنلتقط لحظة جميلة، لأننا كنا نعيش اللحظة حقًا.

اليوم، ورغم وفرة الوسائل، نفتقر إلى المعنى. التكنولوجيا تسللت إلى تفاصيل حياتنا، قرّبت البعيد لكنها أحيانًا باعدت بين القريب. صارت علاقتنا أكثر هشاشة، وسلوكنا أكثر ارتباكًا، وانشغالنا الدائم ترك فراغًا في قلوبنا لا تملؤه الشاشات.

قد لا يكون الماضي مثاليًا، لكنه كان دافئًا. لم يكن التحضر قد سلب منا حريتنا بعد، ولم نكن أسرى لمعايير إلكترونية تحدد لنا كيف نعيش، ومتى نحب، وما الذي يستحق أن يُنشر.
نعم، نحن نعيش في عصر السرعة والإنجازات، لكن بأي ثمن؟
هل تحضرنا حقًا، أم استسلمنا؟

هل تطورنا، أم فقدنا جوهرنا الإنساني؟
فالسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح:
أيهما أفضل؟ الأمس ببساطته ودفئه؟ أم اليوم بتقدمه وغربته؟
ربما لا نملك إجابة قاطعة، لكننا بالتأكيد نملك الحنين…