
الفوضى تتسع في السويداء.. اشتباكات وانقطاع للكهرباء وتوقف الاتصالات
دخلت محافظة السويداء السورية في حالة من الشلل الكامل بعد انقطاع شامل للكهرباء، ما أدى إلى توقف خدمات الاتصالات والإنترنت، وذلك تزامنًا مع تصاعد الاشتباكات العنيفة بين أبناء الطائفة الدرزية وبعض العشائر البدوية، في مشهد دموي أسفر عن مئات الضحايا، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية.
الانهيار في البنية التحتية ترافق مع تقدم لعشائر البدو في ريف السويداء الغربي، حيث سيطروا على عدة مواقع استراتيجية، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني.
في تطور لافت، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية “النفير العام” ضد الطائفة الدرزية، بالتزامن مع غارة إسرائيلية استهدفت رتلًا يتبع لقوات العشائر شمالي المحافظة صباح الجمعة.
وتعيش السويداء، الواقعة جنوبي سوريا، حالة من الفوضى المتفاقمة منذ انسحاب وحدات الجيش السوري، وخرق وقف إطلاق النار الذي كانت قد أعلنته وزارة الداخلية السورية.
وقد فشلت الجهود المحلية لتثبيت التهدئة، رغم تكليف بعض الفصائل الأهلية ومشايخ العقل بمهمة حفظ الأمن.
وشهد حي المقوس جرائم مروعة ارتكبتها مجموعات مسلحة، وصفت بأنها “خارجة عن القانون”، بحق المدنيين، وسط حالة من الانفلات الأمني وغياب أي حضور رسمي يعيد الاستقرار للمنطقة.
وفي خضم هذه الفوضى، أفادت وسائل إعلام سورية محلية بأن موجات من النزوح بدأت تطال العائلات المقيمة في أطراف محافظة السويداء، وذلك عقب انسحاب القوات النظامية من المحافظة وتقدم الفصائل المسلحة المحلية التي عادت للانتشار فيها.
وفي خطاب متلفز، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على تمسك الدولة بوحدة الأراضي السورية، مؤكدًا رفضه لأي مساعٍ من شأنها زعزعة استقرار البلاد، وموجهًا انتقادًا حادًا للتدخلات الإسرائيلية، التي قال إنها تسعى لإشعال الفتن بين مكونات الشعب السوري.
وأضاف الشرع أن “سوريا لن تكون ساحة لتنفيذ أجندات الآخرين أو اختبار مشاريع التقسيم”، لافتًا إلى أن “الشعب السوري يدرك تمامًا الجهات التي تحاول جر البلاد إلى الفوضى والصراعات الداخلية”.
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية في السويداء، أوضح الرئيس السوري أن القوات المسلحة تمكنت من فرض درجة من الاستقرار وتفكيك عدد من المجموعات المسلحة، مؤكدًا أن الحكومة اتخذت قرارًا بتكليف بعض الفصائل المحلية بالتعاون مع مشايخ العقل من أبناء الطائفة الدرزية بمهمة إعادة ضبط الأوضاع الأمنية.
وفي ختام كلمته، وجه الشرع رسالة إلى أبناء الطائفة الدرزية، مؤكدًا أنهم مكون أصيل من النسيج السوري، وداعيًا إياهم إلى التمسك بالوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء محاولات زرع الانقسام أو الانفصال، وسط تصاعد المخاوف من توسع رقعة التوتر جنوب البلاد.