
السير على الأسلاك الشائكة.. بقلم عادل رستم
في عالم يمشي كثيرون فيه فوق الحبال المريحة، يختار البعض السير فوق الأسلاك الشائكة، حفاظًا على كرامة لا تقبل المساومة.
قد ينصحك البعض بالمرونة، بأن تتنازل قليلًا لتحيا كثيرًا، أن تساير، أن تهادن، أن تبقي نفسك في مأمن… لكنك، ببساطة، ترد:
“وماذا لو كسبت العالم كله، وخسرت نفسي؟”
تختار أن تعيش في محمية الكرامة، حيث لا تُخدش نفسك، ولو خَسرت بعض الفرص، ولو دفعت أثمانًا باهظة في زمن التسويات السريعة والمصالح المشتركة.
منا من يفضل أن تُدمى قدماه، ولا تُجرح نفسه.
فجراح الجسد، وإن نزفت، تشفى.
أما جراح النفس، فتبقى تؤلمك مهما مرّ الزمان.
لقد اخترت طريقك… والمبدأ.
وكل اختيار له ثمن.
وستدفعه، حتمًا… برضاك.
في عالم لا يعترف إلا بتسوية المصالح…
تُرفع الكراسي لمن يملك النفوذ، لا لمن يملك القيمة.
تُصفّق الأيدي لمن يصرخ، لا لمن يُفكّر.
وتُرفع الكاميرات إن مشى “كاتبٌ كبير” إلى جوار “راقصة”…
لكنها لا ترى خطى الكاتب حين يمشي وحده.
في هذا العالم، المصلحة تُغنّي،
والقيمة تصمت أو تُقصى…
والموازين مقلوبة إلا لمن يرى بقلبه.
مهما طالت الحياة، فهي قصيرة…
والأجدى أن نعيشها بما نؤمن، لا بما يُرضيهم.
مرةً أخرى… اختر طريقك.
أما أنا، فذاهبٌ الآن لأُداوي جراح قدميّ ….
فلن أسمح لجراح نفسي أن تنزف…