آراء وتحليلات

الحق والباطل

دكتور / السيد مرسى 

غزة العزة… فيها صراع يدور بين الحق والباطل فى مشهد، أبطاله دماء الأطفال ودموع الأمهات، وتجويع وتشريد وطلقات الرصاص على جامعى المساعدات، و هذا الكومبارس الذى يشجب ويدين فقط

فالحق يرتدى الكوفية، حافي القدمين، مشقوق الجسد، لا يسقط… يضمد جرحه بلحم روحه… بينما الباطل، بثيابه العسكرية الزاهية، يقف كطاووس يدهس الحق بحذاء ديمقراطى أمريكى الصنع ومجلس الأمن كذاب.

الحق فى غزة ، لا يملك طائرات… فقط قنابل وبضع رصاصات وصواريخ الياسين محلية الصنع… لكنها ترعب قلب الباطل، فتجعله يصرخ فى العالم: “إرهاب إرهاب!”… يا للمفارقة! الباطل يصرخ من رعب الحق الأعزل فى غزة، الحق ليس له جناح يقصف، ولا طائرة تجسس تصطاد العصافير قبل الأطفال و الحق هناك يمشى حافياً وسط الركام، يغنى للسماء التى لم تنزل المطر، لكنها أنزلت عليه الصواريخ .

الحق فى غزة ،لا يحتاج إلى طائرات إف-35، ولا إلى دبابات ميركافا… يكفيه حجر وقنبلة في يد مقاوم بملابس رياضية قديمة…..وحذاء ممزق، لتسقط أمامه كل جيوش الباطل يصفع بها وجه العالم فى مؤتمرات حقوق الإنسان، أتعرفون لماذا لا يملك الحق طائرات؟ لأن الطائرات تحتاج إلى مصانع، والحق مصنعه الإرادة، والحق لا يملك حاملات طائرات، لكنه يملك حمالة صدر لأمٍ ثكلى تحمل بقايا رضيعها فى كفن، الحق فى غزة لا يحتاج إلى طائرة بدون طيار، لأنه لديه أطفال وشيوخ دعاؤهم أقوى من صواريخ كروز.

الحق في غزة ، محاصر… ليس بالأسلاك والأسوار فقط، بل بالخذلان العربى قبل الأجنبي، والخيانة التى تتقنع بربطة عنق ومفاوضات فى فنادق خمس نجوم… ثم يخرجون ببيان ختامى أجوف ، فالباطل، فلا حدود لوقاحته… يحتل، يقتل، يدمر، ثم يقف أمام كاميرات العالم يشرح “حقه فى الدفاع عن نفسه”… وهنا السؤال : كيف يدافع الذئب عن نفسه أمام حملان مذبوحة؟ ، ورغم ذلك ففى غزة، الحق لا يموت… بل يتكاثر بالدم، وكل شهيد يولد من تحته ألف مقاوم… أما الباطل، فكلما انتصر، تضخم، ثم تقيأ قبحه أمام العالم.

وأخيرا وليس آخر .. الحق فى غزة يبتسم رغم الدمار، لأن الباطل يعرف أنه وإن انتصر اليوم، فغدًا هزيمته، وغدًا ستسقط الأقنعة، وتنكشف الوجوه الزائفة، وتُرفع رايات الحقيقة. حينها، لن يُغفر له التاريخ، ولن ينجو من لعنة الذاكرة الإنسانية. التى تكتب بدماء أهل غزة على جدران الضميرالعالمى، فالحق المهزومً بالسلاح، منتصر بالكرامة… والباطل ان كان منتصرًا بالدبابات، مهزوم بالعار الذى يسيل من فوهة البندقية

الى اللقاء : دكتور / السيد مرسى