الأدب

روبرت فولتون.. أول رحلة بقارب بخاري في التاريخ ما أثرها على العالم؟

تمر اليوم ذكرى قيام أول رحلة، بأول قارب بخاري ناجح في التاريخ هو “كليرمونت” الذي ابتكره روبرت فولتون عام 1807، وأجرى أول عرض عام له في أغسطس من ذلك العام في مدينة نيويورك.

سبقت “كليرمونت” عدة محاولات لبناء قوارب بخارية، مثل القارب الذي بناه جون فيتش في تسعينيات القرن الثامن عشر، وقارب “البايروسكاف” الذي بناه كلود فرانسوا دوروثي عام 1783، تم استخدامه على نطاق واسع في أمريكا في عام 1807. وبعد إنشاء أول قارب بخاري، تم استخدامه على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة حتى نهاية القرن التاسع عشر.

كان “كليرمونت” أول قارب بخاري يحقق نجاحًا تجاريًا، حيث أجرى رحلات منتظمة لنقل الركاب والبضائع على نهر هدسون، أدى نجاح “كليرمونت” إلى انتشار استخدام القوارب البخارية في النقل المائي، وتطوير سفن بخارية أخرى مخصصة للملاحة في الأنهار والبحار.

استُخدمت القوارب البخارية في مجالات متنوعة، بدءًا من نقل المنتجات من قِبل الشركات وصولًا إلى نقل البشر أثناء هجرتهم من مكان إلى آخر. ورغم بطء الثقافة الأمريكية في تبني استخدام القارب البخاري على نطاق واسع، إلا أنه انتشر في كل مكان، وصُنعت نسخ مختلفة منه لأغراض متعددة. على سبيل المثال، كانت القوارب البخارية المتنقلة في الجنوب تنقل البشر والمنتجات التجارية على حد سواء.

كان قارب روبرت فولتون البخاري مهمًا لأنه سهّل النقل والتجارة عبر النهر. قبل ظهور القارب البخاري، كانت معظم التجارة والسفر تتم باستخدام قوارب شراعية تعمل بطاقة الرياح، وكانت سرعتها تعتمد على الأحوال الجوية وتيارات الأنهار. كانت معظم الأنهار تتجه شمالًا إلى الجنوب، مما جعل السفر عكس التيار مُرهقًا. أما وجود مصدر طاقة مستقل عن العالم الطبيعي، وهو المحرك البخاري، فقد أتاح السفر بغض النظر عن أحوال الطقس. وقد مكّن محرك قوي، مثل قارب فولتون، من السفر ضد التيارات المائية القوية، مما قلل من أهمية تدفق الأنهار.

نجح روبرت فولتون في إحداث تأثير كبير في المجتمع باختراعه للقارب البخاري. أصبح السفر عبر النهر يستغرق وقتًا أقل من ذي قبل، كما كان سعره مناسبًا. هذا يعني أن الناس تمكنوا من السفر إلى أماكن مختلفة بسرعة أكبر، وبالتالي، بوتيرة أكبر. كما سمح للتجار بتوسيع شبكاتهم التجارية مع مستوطنات أخرى، متجاوزين أخيرًا تيارات الأنهار القوية.