
أمثال سياسية معاصرة.. بقلم سوسن حجاب
ترامب وحرب غزة
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته المتكررة بأنهم “يبذلون أقصى جهد لإنهاء حرب غزة”. لكن، كما يقال: مسكين من يطبخ الفاس ويستنى مرقه من حديده.
ترامب كان قد وعد أثناء الانتخابات بأنه الوحيد القادر على إنهاء الحرب، لكن وعوده ما زالت حبرًا على ورق. ولولا فسحة الأمل، لكنا مللنا وزهقنا، وربما يئسنا. وكما قال المثل: يا با علّمني الرزالة، لا اللي تموّله عيّده!، فكثرة الكلام خيبة.
ماكرون والاعتراف بالدولة الفلسطينية
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه سيؤكد الإعلان في سبتمبر 2022. نقول كما قال المثل: أفلح إن صدق.
لكننا لا ننسى أيضًا: موت يا حمار لما يجي لك العليق. فقد تعهدت 22 دولة أوروبية، من بينها بريطانيا، بالاعتراف بفلسطين بشرط انتهاء الحرب والمجاعة! المفارقة أن هذه الدول، ومعها أمريكا، اعترفت بإسرائيل عام 1948 خلال 72 ساعة فقط من إعلانها، رغم أنها لم تكن دولة وقتها. وكما نقول ساخرين: المال مال أبونا، والغُرب يطردونا.
مساعدات إسرائيلية؟!
الجيش الإسرائيلي يعلن أن سلاح الجو سينزل مساعدات في غزة عبر ممرات آمنة. لكن السؤال: من إمتى الحداية بترمي كتاكيت؟
الأمر أشبه بمن يحرق الزرع ثم يدّعي تقديم العون. وبالمثل: هي دامت لمين يا هبيل؟ فلا تُغرينا فرخة سمينة إن كان المصير الحزن بعدها، فالأصل يغلب على التطبع.
إنكار المجاعة
المسؤولون في إسرائيل ينفون وجود مجاعة في غزة، معتبرين أنها “حملة مقصودة من حماس لتشويه صورة إسرائيل”. وكأنهم لم يروا حدبة الجمل! وكما جاء في الأمثال: ومن يحفر بئرًا لغيره، يبيت فيها لا محالة.
عرّاب التطبيع
في ذروة المذبحة والمجاعة المتعمدة في غزة، يخرج علينا حاخام يهودي أمريكي – يُلقب بـ “عرّاب التطبيع” – ليبشر بقرب توقيع معاهدة تطبيع بين السعودية وإسرائيل. وكما قال المتنبي: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوًا له ليس من صداقته بد. حقًا، البجاحة لها أصحابها.
نتنياهو ونوبل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل! لا تعليق سوى المثل: اتلم المتعوس على خايب الرجا.
غزة… أطفال بلا طفولة
أطفال غزة في العقد الأخير من القرن الحادي والعشرين لم يعرفوا يومًا هانئًا، وكأن لسان حالهم يقول: من يوم ما ولدوني في الهم حطّوني. أما أمهاتهم فيرددن: مش يا بخت من ولدت، يا بخت من سعدت.
الكرب يطاردهم صغارًا وكبارًا، لكننا نذكّر بأن الأيام دُوَل، وأن لا أحد ينبغي أن يغتر بما هو فيه. كما قال شوقي: وللحرية الحمراء باب، بكل يد مضرجة يُدق. وكما قال امرؤ القيس: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي، بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثل.