مقالات

فاسق بنبأ.. بقلم سلامة الرقيعي

لقد أرسى الإسلام قاعدة مهمة بين خبر العادل وخبر الفاسق حيث أمر الله عزوجل المؤمنين بالتثبت والتبين (توثيق الخبر وتأكيده وتحري صدقه )وعدم الحديث بكل مايرد إليك أو يتردد على مسامعك إلا بعد التأكد من صحته وصدقه.
والقاعدة في القرآن الكريم:
هى قوله عزوجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) {الحجرات:6}.
والقاعدة في الحديث:
هى مارواه أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع). رواه مسلم
لأن كل مايسمعه فيه الصدق والكذب فلو ردد الكلام دون تثبت يحتمل صدق قوله وكذبه.

والنبأ هو الخبر والأصل أن يكون يقينا أي صادقا.
فهدهد سليمان عليه السلام كما ورد في الكتاب الكريم: ( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين)
ورغم يقين الهدهد بالخبر إلا أن نبي الله قال( سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) ذلك لأجل تحري الدقة والبحث عن تأكيد المعلومة والخبر.

بل أحيانا كثرة السؤال ⁉️❓️والإلحاح في طلب الإجابة قد تسيء كماقال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.. ).

لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور ربما ساءتهم وشق عليهم سماعها،كما جاء في الحديث : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) .

وماأكثر الأنباء في حياتنا العامة والتي تتعدد مصادرها من :
(رسمية- مطلعه- عليمه- ذات صله- قريبه- موثوقة….الخ) ويقال أنباء تتردد أو يقال خبر مؤكد دون تثبت.

فلانجعل ألسنتنا تنطق إلا بحق
ولانجعل أقلامنا تكتب إلا كل صدق
لأن الحساب على ماتلفظ به (..مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وصلاح الأعمال بالقول السديد ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم…).
إن الله عزوجل أعطاك لسانا تنطق به وعيونا ترى بها وآذان تسمع بها فأجعل تلك الجوارح تحت مراقبة الله عزوجل تسلم وتغنم.