مقالات

يا ترى ليه.. بقلم / سوسن حجاب

نفسى أعرف السر فى استقواء تلك الدولة السرطانية بؤرة الشر التى نضح صديدها وظهرت عفونتها وزاد حكامها فى غطرستهم وتجبرهم وطغيانهم ضاربين بعرض الحائط كل القيم والمبادىء والقوانين الدولية، أعلم طبعا أن أمريكا تساندهم وهى القوة الأكبر والأعظم عبر التاريخ قديمة وحديثة بالنظر إلى الإمكانيات والقدرات والاختراعات اليومية فقد انتبهوا وأصبحوا أمة لها مستقبل بعد أن فوجئوا أنهم أمة فى خطر، وأخذوا بأسباب العلم وسادوا العالم وأخدوا فى رجليهم كما نقول هذه الدويلة الطفيلية والتى انتهزت الفرصة وأخذت أيضا بأسباب العلم حتى رأينا منهم ما لم يتوقعه أحد فى حادث مثل انفجار أجهزة المحمول فى لبنان فى أكثر من خمسة آلاف شخص فى توقيت متزامن.

كما عرفنا أن أكثر ما يقض مضاجع تلك الدويلة ويؤرقهم هو توقف براءات الاختراع التى كانت تدر عليهم مليارات الدولارات شهريا وسنويا، وذلك بسبب أن كل الشعب جيش، بعلمائه وموظفيه، رجاله ونسائه، ونعود مرجوعنا عن السر الذى يجعل من العالم كل العالم لا يستطيع أن يأخذ إجراء ما،

ضد هذه الدويلة المارقة؟هل يكرهون العرب والمسلمين إلى هذه الدرجة؟فيغضون الطرف إلا من بعض استنكارات وإدانات واهية؟ أم هو الخوف من العقوبات الأمريكية التى تطال كل من يفكر أو يصرح بشىء ضد الدويلة المدللة التى تعيث فى الأرض فسادا كما يحلو لها بغير رادع ولا حسيب، ترى فى وجوهم نظرات التحدى والتعالى والتجبر والغرور وقل ما شئت من هذه المعانى التى تعبر عن الإحساس بالعظمة وبأنه: يا أرض اتهدى ما عليكى قدى!

ويسألون ترامب رئيس الدولة العظمى الوحيدة فى العالم التى بيدها القرار ،أى قرار فيقول أن لإسرائيل الحرية فى تصرفاتها وقراراتها !يعنى اضربوا راسكم فى الحيط!طيب وبعدين ؟كل يوم قتلى وجرحى بالمئات ولا حياة لمن تنادى ،وتقوم مصر بدورها الذى لم تتخل عنه يوما تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية ولكل من يهاجم مصر فهو القزم الذى يناطح العملاق وإذا كان الهجوم من غير المصريين مستهجن فهو من المصريين وخاصة المقيمين فى الخارج فهو خيانة، والخائن فى رأيى هو كل من يعين على دولته سواء بالقول أو الفعل هو من يردد الشائعات بدون تثبت أو تأكد من المعلومة هو من ينتهز كل تصرف من أى مسئول ويترصده بالنقد والتجريح.

كلنا ننتقد بلادنا ولكن مقصدنا هو الإصلاح لا الهدم والفرق كبير حتى فى لغة النقد وطريقته،نخاف على بلادنا ونرجو لها الأفضل دوما، أما من يتعمدون الهدم فهم تحديدا بعض من أبناءها الموجودين فى الخارج مصريون ضد مصر يهاجمونها ليل نهار وكأنهم ينتظرون سقوطها واللغة التى يتحدثون بها كلها حقد وغل وتحريض ولكل هؤلاء أذكّرهم بموقف نابليون عند انتصاره فى إحدى معاركه وهو يكافىء أحد العملاء بمنحه صرة من النقود ألقاها له من فوق صهوة جواده فقال له ذلك العميل :

أريد أن أصافح القائد العظيم فقال نابليون قولته الشهيرة: إن نابليون لا يُصافح العملاء.