الأدب

رَحِيلٌ بِلا خِيَارٍ .. بقلم ولاء شهاب

رَحِيلٌ بِلا خِيَارٍ 

وَأَرَانِي أَرْحَلُ فِي هُدُوءٍ…
فِي صَمْتٍ قَاتِلٍ…
فَلَمْ أَجِدْ سِوَى الرَّحِيلِ سَبِيلًا.

لَا أَعْلَمُ إِلَى أَيِّ وِجْهَةٍ سَأَمْضِي،
وَلَا أَمْلِكُ فِي الرَّحِيلِ غَايَةً،
إِنَّمَا اتَّخَذْتُهُ لِلْخَلَاصِ وَسِيلَةً…

فَبَقَائِي صَارَ سَيْفًا ذَا حَدَّيْنِ
كِلَاهُمَا يَذْبَحُ بِلَا رَحْمَةٍ؛
حَدُّ الْهَزِيمَةِ أَمَامَ نَفْسِي،
وَحَدُّ وُجُودِي أَمَامَكَ بِلَا حِيلَةٍ.

لَقَدْ صِرْتُ بِهَذَا الْحُبِّ
مَطْعُونَةً فِي كِبْرِيَائِي…
أَتَسَاءَلُ بِأَنِينٍ يَنْخُرُ دَاخِلِي،
وَيَهُزُّ أَعْمَاقِي:
كَيْفَ لِنَجْمَةٍ مِثْلِي
أَنْ تَعْشَقَ رَجُلًا هَوَائِيًّا؟

أَرَاكَ سَمَاءً تَحْتَضِنُنِي…
وَأَنْتَ تَسْبَحُ فِي فَلَكٍ بَعِيدٍ عَنْ فَضَائِي.

أَرَاكَ حُبًّا أَبَدِيًّا،
وَتَرَانِي فِي قِصَّتِكَ احْتِمَالًا عَادِيًّا…

فَلْنَتَذَكَّرْ، يَا مَنْ هَانَ عَلَيْهِ فِرَاقِي
أَنَّكَ أَنْتَ مَنْ بَدَأَ الهَجْرَ والصُدود وَالْجَفَاءَ،
وَتَنَاسَيْتَ كُلَّ وُعُودِكَ لِي بِالْبَقَاءِ…

فلقد جاوَزَ جفاؤُك كلَّ الحدود، وقهرتْ قسوتُك صبرَ القلوب.

أَمَّا عَنِّي، فَأَنَا لَا أَهْرُبُ،
لَكِنَّنِي أَنْجُو بِمَا تَبَقَّى مِنِّي…

فَأَحْيَانًا… لَا يُتْرَكُ لَنَا الْحُبُّ بَابًا لِلنَّجَاةِ
سِوَى الرَّحِيلِ وَالِابْتِعَادِ،
حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ نِهَايَتُهُ مَوْتًا… ضَيَاعًا… وَشَقَاءً.

ولاء شهاب