آراء وتحليلات

كلمة العدد 1434.. “في الهجوم على قطر”

يكتبها د. محمود قطامش

بعد أن قامت إسرائيل باستهداف رموز التفاوض الحمساوي داخل العاصمة القطرية الدوحة، والتي من المعروف أنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع إسرائيل، ولديها مكتب تمثيل وأيضًا في ظل وجود قاعدة العيديد الأمريكية التي تستطيع رصد كل شئ في المنطقة، فكيف استطاعت إسرائيل اختراق الأجواء القطرية وتنفيذ هجومها الجوي؟؟

هذه الخطوة لاتمثل تجاوزًا لكل المعايير الأخلاقية، لكنها أيضًا تمثل إختراقًا واضحا للأعراف الدولية واستهانة بالعلاقات الدبلوماسية وتجاوز لكل الخطوط الحمراء التي تحكم علاقات الدول واحترام سيادتها، حيث أصبحت كل الدول العربية داخل دائرة استهدافها دون رادع، مدفوعة بشعور متنام بالإفلات من المحاسبة الدولية، وهذا الهجوم على السيادة القطرية يضع إسرائيل في مواجهة سياسية مع كل دول المنطقة، كل محيطها الأقليمي عرضه لإنتهاك السيادة وأن هذا التصرف يهز الثقة في قدرتها على بناء سلام أوسع على مدى بعيد من بوابة الأتفاقيات الإبراهيمية التي يروج لها.

وتدعو كل الدول العربية للانضمام إليها وغيرها من تلك المبادرات التي تحاول دمج إسرائيل في المنطقه وأن مثل تلك الأفعال توسع من دائرة الغضب والرفض الشعبي والرسمي العالمي والعربي على كل هذه الممارسات التي لم تعد مقبولة.

لاشك أيضًا أن هذا الهجوم يبعث بإشارات لكل الدول العربية التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، أو التي تسعي لذلك، أو لديها النية لعمل علاقات دبلوماسية معها، بالذات دول الخليج العربي التي تربطها أتفاقية دفاع مشترك والإعتداء على أي منها يمثل إعتداءًا على سيادة كل دول مجلس التعاون الخليجي …….

وربما يعيد هذا الإعتداء إلى الأذهان ضرورة تغيير السياسات العربية في التعامل مع هذا الكيان المغتصب للأرض العربية، وربما يزيد من الاحتقان والتصعيد في المنطقة ويدفع دولها في الأتجاه إلى العسكرة والتسلح وليس إلى تنمية بلدانها وشعوبها، ولاشك أيضًا أن هذه الضربى تمثل خطوة سياسية محسوبة ترمي إلى كسر الحصانات السياسية التي تتمتع بها أي دولة حتى وأن كانت تحتفظ بعلاقات متميزة مع إسرائيل وتلعب دورًا في الوساطة لها وايضًا حليف استراتيجي لأمريكا في الشرق الأوسط.

أن هذا التصعيد، أن لم يواجه برد حازم سيفتح الباب أمام فوضى أمنية عارمة تتوسع معها دائرة الحرب والصراع لتشمل كل المنطقة.

ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين