
عذرًا غزة… وأهل غزة لم يعد حتى للاعتذار معنى… وللأسف عنوان
كتبه عادل رستم
غزة… تلك البقعة الصغيرة على خارطة العالم لكنها بحجم الضمير الإنساني الذي خذلها. غزة ليست مجرد مدينة محاصرة بل حكاية صمود تتجاوز حدود الجغرافيا والوقت والتاريخ . هناك حيث الأطفال يولدون تحت القصف والنساء يودعن أبناءهن بلا وداع أخير والرجال يقفون جوعى إلا من كرامتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم.
نكتب اليوم لا لنعتذر فحتى الاعتذار فقد معناه. كيف نعتذر لمن حُرم من حق الحياة.. لمن يعيش الموت لحظةً بلحظة لمن لم يعرف طفولةً ولا أمانًا ولا حتى كهرباء في الليل ليكتب أحلامه الصغيرة …
غزة ليست مأساة موسمية تملأ نشرات الأخبار ولا صورة باهتة تتصدر العناوين. غزة هي اختبار أخلاقي لكل إنسان على وجه الأرض، شهادة على زمن صار فيه القاتل حُرًا والضحية متهمة حتى في موتها.
عذرًا غزة… لأننا لم نستطع أن نحميكِ لم نستطع أن نوقف نزيفكِ المستمر منذ عقود. عذرًا لأننا اكتفينا بالكلمات والبيانات بينما كنتِ أنتِ وحدكِ في مواجهة العاصفة.
وستكتب صفحات التاريخ يومًا أن غزة لم تكن مجرد جرح بل كانت وصمة على جبين العالم الذي صمت وعلى جبين كل من عرف ولم يتحرك. سيكتب التاريخ أنكِ صمدتِ أنكِ علمتينا معنى الحياة رغم الموت ومعنى الكرامة رغم الحصار ومعنى الحرية حتى وأنتِ خلف القضبان.
غزة.. يا عنوان الكرامة .. يا شهادة للتاريخ.. يا مرآة لكل إنسان ما زال فيه قلب ينبض. أنتِ الحكاية التي لن تُمحى والاسم الذي سيبقى خالدًا ما بقيت الأرض والسماء.