
نجاح أول تجربة بشرية للقاح جديد ضد التيفود والسالمونيلا معا
نجح باحثون في مركز تطوير اللقاحات بكلية الطب بجامعة ميريلاند الأمريكية، في إتمام المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح جديد مصمم للحماية من حمى التيفوئيد (التيفود) والسالمونيلا الغازية غير التيفية، وهما سببان رئيسيان للمرض والوفاة بين الأطفال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا.
ووفقا لموقع “Medical xpress”، نقلا عن في مجلة Nature Medicine ، يتضمن لقاح السالمونيلا المقترن الثلاثي التكافؤ (TSCV) التجريبي، جزيئات سكرية مأخوذة من الغلاف الخارجي لبكتيريا السالمونيلا التيفية المسببة للتيفوئيد، بالإضافة إلى النوعين الأكثر شيوعًا من عدوى السالمونيلا الغازية غير المرتبطة بالتيفوئيد، والتي تسببها السالمونيلا المعوية، وترتبط هذه السكريات ببروتينات خاصة تساعد الجسم على التعرف على البكتيريا والاستجابة لها بفعالية أكبر.
تفاصيل الدراسة
في تجربة عشوائية مُضبوطة بدواء وهمي، تلقى 22 بالغًا سليمًا في الولايات المتحدة، إما جرعة منخفضة (6.25 ميكروجرام) أو جرعة عالية (12.5 ميكروجرام) من لقاح TSCV، أو حقنة دواء وهمي، ووجد أن اللقاح آمن وجيد التحمل، مع الإبلاغ عن ألم خفيف وقصير الأمد في موضع الحقن.
منا أظهر 100% من متلقي اللقاح استجابات مناعية قوية لجميع مكونات عديد السكاريد الثلاثة، بينما لم يُظهر أي من متلقي الدواء الوهمي ذلك.
أهمية اللقاح الجديد
قال ويلبر تشين، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن هذه النتائج مشجعة للغاية، فهي تُظهر أن فيروس السعفة السلية لديه القدرة على حماية الأطفال في المناطق التي يتفشى فيها التيفوئيد والسالمونيلا، وهما مرضان قاتلان.
يتمتع اللقاح أيضًا بالقدرة على الحماية من عدوى السالمونيلا، أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المنقولة بالغذاء، ففي كل عام، تُسبب البكتيريا الموجودة في الدجاج والبيض النيء أو غير المطبوخ جيدًا والمنتجات الملوثة 1.35 مليون إصابة بالسالمونيلا في الولايات المتحدة، وأكثر من 26 ألف حالة دخول إلى المستشفى، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتعد الأنماط المصلية التي يستهدفها لقاح TSCV من بين أكثر أنواع العدوى شيوعًا في الولايات المتحدة.
وأظهر بعض المشاركين في الدراسة استجابات مسبقة للأجسام المضادة، مما يشير إلى تعرضهم للبكتيريا سابقًا عن طريق التسمم الغذائي، وربما أدى هذا التحضير إلى مناعة أقوى وأطول أمدًا لدى متطوعي الدراسة البالغين، مع أن الباحثين ما زالوا متفائلين بشأن فعالية اللقاح لدى الرضع والأطفال الصغار في المناطق الموبوءة.
أثار اللقاح استجابة مناعية قوية ومتوازنة ، بما في ذلك أجسام مضادة طويلة الأمد، حتى عند الجرعات المنخفضة، كما نشط دفاعا مناعيا محددًا يشمل خلايا الدم البيضاء التي تساعد في القضاء على العدوى، وهو أمر لم يُلاحظ من قبل مع أحد مكونات البروتين في اللقاح. تشير هذه النتائج إلى أن اللقاح قد يوفر حمايةً للأمعاء والجسم بأكمله ضد السالمونيلا.
وفي عام 2017، شهدت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر من 420 ألف حالة إصابة بمرض السالمونيلا و66 ألف حالة وفاة، معظمها بين الأطفال، بينما تسببت حمى التيفوئيد في 650 ألف حالة إصابة إضافية ونحو 9 آلاف حالة وفاة في المنطقة، ولقاح واحد يحمي من المرضين قد يُحدث نقلة نوعية في صحة الأطفال عالميًا.