مقالات

شرم الشيخ.. مدينة السلام التي لا تخذل الأمل

كتبها / عادل رستم

في لحظةٍ كان العالم فيها يختنق بأنفاس الحرب …
عادت شرم الشيخ لتكتب من جديد سطرًا ناصعًا في سجل الإنسانية…
مدينة السلام التي طالما احتضنت الحوارات والمفاوضات
ها هي اليوم تحتضن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
لتعلن للعالم أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة
وأن السلام ممكن حين تكون مصر هي الوسيط والصوت والعقل.

شرم الشيخ لم تكن مجرد مدينة سياحية ساحرة
بل كانت – وما زالت – رمزًا للدبلوماسية الهادئة التي تُعيد الأمل للمنهكين.
وفي وقتٍ كانت فيه القلوب تُرهقها صور الدمار.

جاءت هذه الخطوة المصرية لتؤكد أن القوة الحقيقية ليست في السلاح بل في القدرة على إيقافه وأن العظمة الحقيقية لمصر
هي في صناعة السلام كما كانت دائمًا صانعة النصر.

وما أروع أن يتزامن هذا النجاح مع احتفال مصر بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
تلك الحرب التي لم تكن فقط من أجل استرداد الأرض
بل من أجل استعادة الكرامة والإرادة والسلام العادل.
اليوم …وبعد نصف قرن على النصر
تُعيد مصر من خلال وقف إطلاق النار التأكيد على رسالتها الخالدة
أنها دولة لا تبحث عن الحرب لكنها لا تتأخر عن السلام.

هكذا تبقى شرم الشيخ
مدينةً تُشرق منها شمس الأمل كلما أظلمت سماء المنطقة.
تبقى شاهدةً على أن مصر – بجيشها ودبلوماسيتها وشعبها –
هي قلب العروبة الذي لا يتوقف عن الخفقان من أجل الحياة.
تحية لمدينة السلام…

وتحية لمصر التي تُثبت في كل مرة أنها وطن يصنع الأمل وسط الركام.