
الأدب
وكأنك ..لم ترحل بقلم عادل رستم
نم يا طفلي بهدوء…
فالليلة سأحكي لك حكايات المساء
أجمع حفنةً من ترابٍ
وأمضي بها إلى قبرك.
معي زجاجة ماءٍ صغيرة
أرشها على ثراك
وأطلب الرحمة من ربي وربك
وأدعوه أن يلهمني صبرًا على بعدك
وأن يجمعني بك قريبًا…
بك وبقلبك.
نم يا طفلي بهدوء…
لم أسمع منك كلمة أمي
ولم أعش معك كما حلمت
لكن ابتسامتك لا تزال تهدهدني
تذكرني أني كنتُ أمًّا
وأنك كنتَ طفلي.
الليلة … يا صغيري
سأنقل رفاتك إلى جوار ركام منزلي
وسأزرع إلى جوارك شجرة
أسقيها من دمعي
وأرعاها حتى تكبر
وحين تورق…
سأسميها باسمك
نم يا طفلي…
وعيني لا تنام
وقلبي لا يُلام
كل دقّةٍ فيه تناديك
ترسم وجهك ..وتبكيك
الوجه الذي حُفر في أعماق الرحم
وما زال يسكنني…
كأنك لم ترحل.
…. عادل رستم