
لغة الجسد الكاشفة.. الفاضحة بقلم / عادل رستم
في زمن تتسارع فيه الكلمات وتكثر فيه الأقنعة تظل لغة الجسد هي اللغة الأكثر صدقًا ووضوحًا لأنها ببساطة لا تعرف الكذب.
هي المرآة الصامتة التي تعكس ما يدور في أعماق الإنسان من مشاعر ونوايا حتى وإن حاول إخفاءها بالكلمات المنمقة أو الابتسامات المصطنعة.
ما لا تقوله الشفاه… تقوله العيون
العيون وحدها قادرة على أن تفضح الحقيقة.
نظرة مطولة قد تعبّر عن إعجاب أو رغبة في الفهم بينما النظرة المراوغة تكشف ترددًا أو نية مبيتة.
وفي كثير من الأحيان نظرة واحدة تغني عن ألف كلمة.
من غير أن تتكلم… جسدك يتحدث عنك
من دون أن تنطق جسدك يرسل رسائل مستمرة إلى من حولك.
طريقة جلوسك حركة يديك نبرة صوتك وحتى صمتك — كلها تعلن للآخرين من أنت وماذا تشعر وما تخفيه أحيانًا خلف الملامح.
قد تقول “أنا بخير” بينما كتفاك المنحنيان وصوتك الضعيف يقولان العكس.
وقد تصمت تمامًا لكن عينيك تمتلئان بالحديث.
لغة الجسد لا تحتاج إلى تصريح أو تبرير إنها صوت الروح حين تختار الصمت.
ولهذا فهي تُفهم قبل أن تُترجم وتُصدَّق قبل أن تُسمع.
الإيماءات… مفاتيح الشخصية
حركة اليد.طريقة الوقوف ميل الرأس كلها إشارات لا إرادية تترجم شخصية الإنسان.
فمن يفتح ذراعيه أثناء الحديث يعبر غالبًا عن انفتاح وثقة بينما من يضم يديه بإحكام ربما يحاول الدفاع عن نفسه أو إخفاء قلقه.
لغة الجسد هنا كأنها بصمة لا يمكن تزويرها.
أداة تواصل وفهم عميق
من يتقن قراءة لغة الجسد يملك قدرة مضاعفة على التواصل
فهو لا يسمع فقط ما يُقال بل يفهم ما يُقصد.
ولهذا يعتمد خبراء التفاوض والعلاقات العامة ورجال السياسة وحتى الإعلاميون على فهم هذه الإشارات الدقيقة لتقدير المواقف الحقيقية.
الصدق في الملامح
الوجه هو أكثر ما يفضح صاحبه فهو يتغير لحظة بلحظة حسب المشاعر.
ابتسامة حقيقية تختلف تمامًا عن أخرى مصطنعة
وحركة حاجب عابرة قد تكشف دهشة أو استغرابًا لم يُصرّح به.
لغة الجسد لا تحتاج إلى تدريب بقدر ما تحتاج إلى انتباه وصدق.
هي فنّ الصمت الناطق الذي يكشف ما تحاول الكلمات ستره.
ولعل أجمل ما فيها أنها تذكّرنا دائمًا بأن الصدق لا يُتحدث به فقط… بل يُرى أيضًا.