
الأعمار بيد الله.. بقلم عادل رستم
الحياة رحلة قصيرة مهما طالت ومهما امتدت بنا الأيام تظل الحقيقة الثابتة أن الأعمار بيد الله وحده لا يملك أحد أن يقدم أجله أو يؤخره لحظة واحدة فالموت لا يفرق بين صغير وكبير غني أو فقير صحيح أو مريض وإنما يأتي بأمر الله في الوقت الذي قدره سبحانه.
كم من إنسان عاش مطمئنًا لا يشكو من مرض فإذا بأجله ينتهي فجأة وكم من مريض ظن الناس أنه على وشك الرحيل فإذا به يعيش سنوات بعد سنوات تلك هي حكمة الله وعدله فهو وحده الذي يعلم متى نولد ومتى نرحل وفي أي أرض نموت.
وللأسف هناك من يظن أنه سيخلد في هذه الدنيا فيغتر بقوته وماله وسلطانه وينسى أن الموت باب سيدخله الجميع كم من ملوك وأثرياء وأصحاب جاه وسلطان طواهم التراب ولم يبق منهم إلا ذكرهم وأعمالهم الدنيا زائلة مهما زخرفت والبقاء لله وحده ومن وعى هذه الحقيقة عاش متواضعًا راضيًا محسنًا في دنياه ومستعدًا لآخرته.
الأعمار بيد الله ليست جملة تقال للتسلية أو التبرير بل هي إيمان عميق يزرع الطمأنينة في القلوب فمن أدرك أن عمره بيد الله عاش مطمئنًا لا يخاف من المستقبل ولا يجزع من الحاضر يعمل ويجتهد لكنه يعلم أن النتيجة بيد الله فيرضى بقضائه وقدره.
فلنحرص أن تكون أعمارنا عامرة بالخير لا بعدد السنوات ولكن بما قدمناه من عمل صالح وكلمة طيبة وسعي نافع للناس فالقضية ليست كم نعيش بل كيف نعيش.
نسأل الله أن يرزقنا حسن العمل وطول العمر في طاعته وأن يجعل ختام أعمارنا خيرًا مما مضى وأن يكتب لنا حياة طيبة في الدنيا ونعيمًا مقيمًا في الآخرة.