مقالات

الكركبة.. بقلم / عادل رستم

ليست الكركبة مجرد تكدس أشياء فوق أشياء ولا زحام ألوان وأصوات في غرفة مزدحمة إنها حالة تعلن أن شيئًا في الداخل فاض عن احتماله الكركبة تبدأ من حولنا لكنها في الحقيقة تولد فينا

ربما تبدأ بكرسي لم يعد إلى مكانه أو بورقة تركت على الطاولة أو فكرة مؤجلة تنتظر ترتيبها ثم شيئًا فشيئًا تتكاثر التفاصيل الصغيرة حتى نصحو يوماً فنجد أن الفوضى أصبحت جزءًا منا وأننا نسير وسطها كأننا نراها ولا نراها

الكركبة ليست في البيوت فقط بل في العقول أيضًا أفكار تتزاحم بلا ترتيب أحلام مؤجلة وقرارات عالقة بين نعم ولا نريد كل شيء في الوقت نفسه فننتهي بلا شيء كأننا نحمل فوق رؤوسنا صخبًا لا يهدأ يختلط فيه الماضي بالحاضر والواجب بالرغبة والراحة بالضياع

وفي القلب كركبة من نوع آخر مشاعر لم تجد مكانها وذكريات لم ترتب في أرفف النسيان بعد وأمنيات معلقة لا نعرف هل ننتظرها أم نطويها

لكن الجميل أن الكركبة ليست نهاية بل إشارة تنبهنا أن الوقت قد حان لنرتب ما بعثرناه أن نعيد النظر في الأشياء أن نمنح أرواحنا فرصة للتنفس فكل ترتيب هو بداية جديدة وكل هدوء يأتي بعد الفوضى يحمل في طياته طمأنينة تشبه المطر بعد العاصفة

لذلك لا تخف من الكركبة فهي لا تقول إنك ضائع بل إنك على وشك أن تجد طريقك من جديد