المحافظات

نقاشات موسعة حول الثقافة كقوة دافعة للتمكين المجتمعي في مؤتمر الصناعات الإبداعية بالعريش

عادل رستم/ شمال سيناء

استضاف قصر ثقافة العريش الجلسة البحثية الثالثة من مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية سيناء نموذجا، والذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز دور الصناعات الإبداعية في التنمية المستدامة ورفع الوعي بقيمتها المجتمعية.

جاءت الجلسة تحت عنوان الثقافة كأداة للتمكين المجتمعي والتنمية المحلية، وأدارها الدكتور محمد سليم شوشة، حيث شهدت طرحا بحثيا متنوعا بدأه الدكتور عبد الحكيم خليل رئيس قسم العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، من خلال ورقته الثقافة الشعبية السيناوية وصناعاتها الإبداعية مقارنة أنثروبولوجية. واستعرض فيها جذور المجتمع السيناوي التي ما تزال حاضرة رغم التحولات المعاصرة، مشيرا إلى أن المعارف الشعبية والصناعات الإبداعية تمثل رصيدا اقتصاديا وثقافيا قابلا للاستثمار، مع التأكيد على الدور المحوري للمرأة السيناوية في حفظ التراث ونقله بين الأجيال. ودعا في ختام عرضه إلى إنشاء أرشيف رقمي لحماية التراث السيناوي من الاندثار.

وتواصلت الجلسة بطرح الباحث محمود كحيلة، ماجستير الدراسات المسرحية بجامعة الإسكندرية، لورقته المردود القومي والاجتماعي للأنشطة المسرحية في شمال سيناء، والتي أكد فيها أن المسرح يعد أداة مؤثرة في تشكيل الوعي وتحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة، مشددا على أهمية دعم مسرح الطفل ورعاية المواهب الشابة بوصفها قاعدة أي نهضة مسرحية مستقبلية.

كما قدمت الدكتورة منى عبد المنعم الباحثة في التاريخ الإسلامي وعضو اتحاد الآثاريين العرب، ورقة بحثية بعنوان الصناعات التراثية في سيناء جسر بين التاريخ الإسلامي والتنمية الثقافية المعاصرة. وقدمت خلالها قراءة تاريخية لمسيرة سيناء عبر العصور الإسلامية، موضحة أن موقعها الجغرافي جعلها بوابة للتبادل الحضاري، وهو ما انعكس على تطور صناعاتها التقليدية وفي مقدمتها النسيج والتطريز والثوب السيناوي الذي يمثل بطاقة هوية للمرأة السيناوية. وأكدت أهمية دمج الحرف التراثية في خطط التنمية الحديثة باعتبارها روافد اقتصادية واعدة.

وشهدت الجلسة مداخلات لعدد من الباحثين ركزت على ضرورة توثيق الحرف التقليدية وتدريب الأجيال الجديدة عليها، ودعم الحرفيين السيناويين عبر مبادرات اقتصادية وثقافية تضمن استمرارية هذا الإرث الفريد.

وقدم الشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية تعقيبا تناول فيه قيمة الأبحاث المقدمة وما عكسته من رؤى توضح أن سيناء تمتلك ثروة تراثية كبيرة تستحق المزيد من الجهود البحثية والتطبيقية، مؤكدا أن الصناعات التراثية والمسرح والمعارف الشعبية تشكل دعائم أساسية للتنمية الثقافية.

واختتمت فعاليات الجلسة بعرض فني قدمته فرقة مواهب العريش بقيادة الكابتن مدحت نجيب، بحضور قيادات ثقافية وتنفيذية وعدد من الباحثين والأهالي، في مشهد يعكس تنامي الاهتمام بالدور الثقافي في دعم مسارات التنمية بالمحافظة.

يذكر أن مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية ينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية وبالتعاون مع العلاقات الثقافية الدولية، وإقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء، ويتضمن عددا من الجلسات البحثية والموائد المستديرة بمشاركة نخبة من الأكاديميين، وتختتم أعماله اليوم الثلاثاء بجلسة التوصيات.