
إسلام عروج قصة لا تزول من الذاكرة
كتبها / عادل رستم
روح ارتقت إلى خالقها بعد رحلة من العطاء الصادق في خدمة الناس
لم يختر الطريق السهل بل اختار أن يكون سندا لكل محتاج
اختار أن يجعل حياته صدقة جارية
اختار أن يعيش للناس أكثر مما عاش لنفسه
كان محبا للجميع
تقدمه في العمل العام لم يكن بحثا عن منصب أو وجاهة
بل كان إيمانا بأن خدمة الناس طريق إلى رضا الله
شغلته هموم المجتمع عن نفسه وربما حتى عن أهله وصحته
ومع ذلك ظل مبتسما وصابرا وحاضرا بقلبه وفعله
من محطاته التي تبقى علامة مضيئة
أنه أسس في الأماكن المحرومة حلقات لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال
فتح أبواب النور أمامهم
وأعاد لبيوتهم معنى الطمأنينة والسكينة
ولم يتوقف عطاؤه عند ذلك
كان بطلا من أبطال مواجهة الفيروس اللعين كورونا
حين أصاب الخوف الناس
كان بين الصفوف الأولى
يدعم كل مريض معنويا
يساند المحتاج طبيا
يقدم كل أنواع الاتصال والدعم والطمأنة
لا يكل ولا يمل
وكأنه خلق ليكون في ظهر الناس وقت الشدة
توفاه الله في شهر رمضان
شهر الرحمة والمغفرة
وقبل أن يرحل قال لي بعفوية
مش هنشوفك يا كبير
لم أدرك يومها أنها كلمة وداع
التقينا بعدها
لكن اللقاء الأخير كان في غرفة العناية المركزة
عيناه صابرتان وروحه مطمئنة كأن الرحيل هدية من الله
إسلام عروج يستحق تكريما مختلفا
تكريما يبقي اسمه حيا لا على لافتة عابرة
بل في ذاكرة الناس
وفي نماذج القدوة
وفي قلوب من تعلموا منه أن العطاء لا يحتاج ضوضاء
بل يحتاج صدقا وإخلاصا ويد تمتد قبل أن يطلبها أحد
هذه الكلمات ليست رثاء
بل عهد بأن يبقى ذكره نورا
وعملا نافع
وحكاية عطاء
وأن نستمر فيما قدمه
لنحفظ اسمه في سجل من عاشوا للخير ورحلوا وتركوا في الأرض أثرا لا يزول.