
مدير أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية يعرض دور المؤسسات التعليمية الأمنية في تمكين الإعلام الأسري للتحول الرقمي الأمن
هناء السيد
استعرض عميد دكتور / محمد خميس العثمني
مدير أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية
دور المؤسسات التعليمية الأمنية في تمكين الإعلام الأسري للتحول الرقمي الأمن وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي الخامس عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، وقد افتتح أعمال المؤتمر بالكلمة الرئيسية للوزير مفوض الدكتور رائد الجبوري – مدير إدارة المنظمات والإتحادات العربية بجامعة الدول العربية.
وبرئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز، الأمين العام للاتحاد، وذلك تحت عنوان: “التنمية المستدامة ومستقبل الأجيال”،
وبمشاركة واسعة من خبراء ومسؤولين ومؤسسات عربية معنية بقضايا البيئة والتنمية.
وقال الدكتور العثمني يشهد العالم تحولاً رقمياً غير مسبوق جعل الأسرة في قلب التغيير التكنولوجي المعاصر ومع توسع استخدام المنصات الرقمية داخل البيوت العربية، برزت الحاجة إلى إعلام أسري رقمي واعٍ وفعّال قادر على تعزيز الأمن المجتمعي، ومواجهة المخاطر الإلكترونية المتنامية ويأتي دور المؤسسات التعليمية الأمنية، وعلى رأسها الأكاديميات الشرطية، كعامل رئيسي في دعم هذا التحول من خلال تدريب الكوادر وبناء الوعي، وتطوير محتوى إعلامي موجه للأسرة، وتعزيز ثقافة أمنية رقمية مستدامة
أولاً: التحول الرقمي وأثره على الأسرة العربية
لقد أحدث التطور الرقمي تغيرات عميقة في بنية الأسرة، من أبرزها
1. انتقال الأطفال والشباب إلى بيئات رقمية مفتوحة
2. اعتماد الأسرة على التطبيقات والمنصات في التواصل والتعلم والترفيه
3. دخول الذكاء الاصطناعي في حياة الأطفال عبر الألعاب والتطبيقات الذكية
4. زيادة حالات الجريمة الإلكترونية الأسرية مثل الابتزاز والتنمر والاستدراج
5. ظهور فجوة معرفية بين جيل الأبناء الرقمي وجيل الآباء
هذه التحديات تفرض ضرورة بناء إعلام أسري متخصص قادر على التوعية والحماية
ثانياً: مفهوم الإعلام الأسري الرقمي الأمني
هو الإعلام الذي يستهدف الأسرة بمحتوى رقمي هادف يركز على
1. نشر الوعي بالجرائم الإلكترونية وكيفية الوقاية منها
2. تعزيز مهارات الحماية الرقمية لدى أفراد الأسرة
3. تقديم محتوى تربوي وتثقيفي يعزز السلوك الرقمي السليم
4. توضيح المخاطر المرتبطة بالتطبيقات والألعاب والمنصات الحديثة
5. بناء ثقافة مجتمعية موحدة حول الأمن السيبراني الأسري
ثالثاً: دور المؤسسات التعليمية الأمنية في دعم الإعلام الأسري
تلعب الأكاديميات الشرطية دوراً محورياً في تمكين الإعلام الأسري للأسباب التالية
إعداد الكوادر الأمنية المتخصصة
• تدريب الضباط على مهارات الأمن الرقمي وحماية الأسرة
• إعداد متخصصين قادرين على إنتاج محتوى إعلامي توعوي
إجراء الدراسات والبحوث
• دراسة أنماط الجرائم الإلكترونية الأسرية
• تطوير توصيات علمية تدعم الإعلام الأسري الأمني
إنتاج المحتوى الرقمي الأمني
• إعداد فيديوهات وحملات توعوية موجهة للآباء والأبناء
• توفير مواد تعليمية تستخدمها المدارس والإعلام
التعاون مع وسائل الإعلام
• تقديم خبراء متخصصين لبرامج الإعلام الأسري
• المشاركة في صناعة الرسائل الإعلامية الهادفة
تنظيم ورش ودورات تدريبية للأسر
• تدريب أولياء الأمور على الحماية الرقمية
• توعية الأطفال بالسلامة الإلكترونية
رابعاً: الجرائم الإلكترونية الأسرية – التحديات والتهديدات
تشمل الجرائم الأسرية الرقمية : الابتزاز الإلكتروني الناتج عن مشاركة صور أو بيانات شخص التنمر الإلكتروني بين الأبناء أو من قبل غرباء عبر المنصات
الاستدراج الإلكتروني للأطفال عبر الألعاب أو الحسابات الوهمية
استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مزيف يستهدف
الأسرة
الإدمان الإلكتروني وتأثيره على الصحة النفسية والسلوك الاجتماعي
الشائعات والمعلومات غير الموثوقة داخل مجموعات الأسرة
هذه التحديات تؤكد ضرورة وجود إعلام أسري رقمي فعّال بالتعاون مع المؤسسات الأمنية
خامساً: آليات تمكين الإعلام الأسري للتحول الرقمي الأمن
لتمكين الإعلام الأسري يجب توفير بيئة متكاملة تجمع بين الأمن والتكنولوجيا والتعليم وذلك من خلال:
تطوير مناهج تعليمية أمنية داخل الأكاديميات بواسطة :
• دمج مفهوم “الأمن الأسري الرقمي” في المقررات الشرطية
• إعداد ضباط قادرين على التواصل الإعلامي المتخصص
تعزيز الشراكات المؤسسية من خلال
• التعاون بين الشرطة ووزارات التربية والتعليم والإعلام
• دعم منصات إعلامية تقدم محتوى توعوياً للوالدين
إنشاء مراكز دعم الأسرة رقمياً
• الرد على استفسارات الأسر حول المخاطر الرقمية
• توفير خدمات إرشاد إلكتروني مباشر
إطلاق حملات توعوية وطنية
• – استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية
• توجيه رسائل موحدة للمجتمع حول المخاطر والحماية
إنتاج محتوى عربي متخصص
• قصص، رسوم متحركة، فيديوهات مبسطة تستهدف الأطفال
• محتوى تدريبي تفاعلي للوالدين
سادساً: دور أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية كنموذج رائد
تُعد الأكاديمية من المؤسسات الأمنية التي تسهم بفعالية في دعم الإعلام من خلال :
1. إدراج مساقات في الأمن السيبراني
2. تدريب الضباط على التوعية الرقمية المجتمعية من خلال مساقات الجرائم الالكترونية ببرامج الماجستير والدكتوراه في العلوم الشرطية
3. إعداد بحوث متخصصة في التحول الرقمي الأمني ونشرها بمجلة الأكاديمية
4. المشاركة في إعداد السياسات والخطط الأمنية الحديثة المرتبطة بجرائم تقنية المعلومات من خلال توصيات رسائل الماجستير والدكتوراه
سابعاً: توصيات لتعزيز دور المؤسسات الأمنية في الإعلام الأسري
1. إنشاء وحدة إعلام رقمي أمني متخصصة داخل الأكاديميات
2. ربط خطط الإعلام الأسري بالاستراتيجيات الوطنية للأمن السيبراني
3. تعزيز دور الضابط المتخصص كمتحدث إعلامي للأمن الأسري
4. دعم برامج إعداد الإعلاميين في مجال الجرائم الإلكترونية الأسرية
5. تطوير دليل وطني شامل للسلامة الأسرية الرقمية
6. تعزيز البحث العلمي الأمني في موضوع الإعلام الأسري والمجتمع الرقمي
خاتمة
إن تمكين الإعلام الأسري من مواكبة التحول الرقمي الأمني يمثل خطوة جوهرية في حماية المجتمع وبناء وعي رقمي مستدام. وتظل المؤسسات التعليمية الأمنية ومنها أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، شريكاً رئيسياً في إعداد الكوادر المؤهلة، وصناعة المحتوى التوعوي، ودعم الأسرة في مواجهة المخاطر الرقمية. ومن خلال هذا التعاون المتكامل بين الأمن والإعلام والتربية، يمكن للمجتمع أن يحقق نهضة رقمية آمنة تحمي الأجيال وتدعم مسيرة الاستقرار والتنمية