تقرير إخباري أعده عادل رستم
تنطلق فعاليات مؤتمر أدباء مصر في دورته السابعة والثلاثين والتي تحمل اسم الأديب الكبير محمد جبريل في إطار اهتمام الدولة بتعزيز دور الثقافة بوصفها إحدى ركائز بناء الوعي وحماية الهوية الوطنية حيث تعقد هذه الدورة تحت شعار الأدب والدراما الخصوصية الثقافية والمستقبل ويتولى رئاستها الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل.
وتتبنى الدورة الملف الاستراتيجي الخاص بالقوة الناعمة المصرية وصورتها الجديدة في المجتمع عبر تاريخ ممتد من الأعمال الأدبية والدراما التليفزيونية والسينمائية والمسرحية إلى جانب تأثير السوشيال ميديا انطلاقا من اعتبار القوة الناعمة ومستقبل الخصوصية الثقافية ركنا أساسيا من أركان الأمن القومي المصري وأداة فاعلة في إعادة بناء الشخصية الوطنية بعد ما شهدته من تشوهات خلال العقدين الماضيين.
ويسهم المؤتمر في تحويل مؤتمر أدباء مصر إلى منصة وطنية جامعة تدعم توجه المجتمع نحو بناء محتوى ثقافي جديد في مجالي الإبداع المكتوب والمرئي بمشاركة مبدعين من مختلف ربوع مصر بما يعيد للنص الأدبي وللدراما دورهما التنويري في تشكيل الشخصية المصرية الأصيلة وترسيخ القيم الثقافية الراسخة.
وتهدف الدورة السابعة والثلاثون إلى تحليل تطور الدراما المصرية خلال العشرين عاما الماضية وقياس تأثيرها على الوعي الجمعي إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الصناعات الثقافية وسبل دعمها وبناء رؤية ثقافية متكاملة لصياغة خطاب درامي وطني جامع يكون النص الأدبي أحد أعمدته الأساسية كما تسعى الدورة إلى تقديم مقترحات عملية من الأدباء والنقاد والمفكرين لدعم توجه الدولة في إصلاح المشهد الدرامي وتحقيق تنمية ثقافية مستدامة للأجيال القادمة مع تعزيز الربط بين قصور الثقافة في الأقاليم والمركز وخطط الإعلام والدراما عبر شراكات نوعية مع المؤسسات التعليمية والأوقاف والشباب والرياضة والنقابات والمجتمع المدني والمراكز القومية المعنية بالمرأة والطفل والشباب وذوي الهمم.
وتشهد الدورة إضافة عدد من الأنشطة المصاحبة للفعاليات البحثية من بينها موائد مستديرة متخصصة وشهادات إبداعية لأدباء خاضوا تجارب في كتابة الدراما وورش لصياغة مدونة سلوك إبداعي ودرامي وطني وورش كتابة قصيرة تعكس مشاهد من قضايا المجتمع المحلي إلى جانب ورش تدريبية في كتابة السيناريو لشباب الأدباء أعضاء المؤتمر من بينها ورشة خاصة حول رواية قلعة الجبل للأديب محمد جبريل صاحب هذه الدورة.
ويناقش المؤتمر ستة محاور فكرية وإبداعية حيث يتناول المحور الأول النص الشعري ومفردات الخصوصية الثقافية من خلال قراءة المنجز الشعري المصري فصيحا وعاميا عبر مراحله المختلفة بينما يناقش المحور الثاني الرواية وصراع الهويات في المجتمع المصري من خلال قراءات نقدية لتناول الرواية لقضايا المجتمع وتنوعاته ويحمل المحور الثالث عنوان تحولات القصة القصيرة المصرية ويركز على آفاق التجريب والرؤية في هذا الفن منذ نشأته وحتى أشكاله الحديثة أما المحور الرابع فيتناول المعالجات الدرامية للنص الأدبي والعلاقة بين الأدب والسينما والدراما والمسرح والفنون التشكيلية فيما يناقش المحور الخامس الصناعات الثقافية المصرية والقوى الناعمة ودور المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والمبادرات الفردية في دعم المشهد الثقافي ويختتم المؤتمر بمحور حضور الأدب الشعبي في المشهد الراهن واستلهام التراث والفولكلور في الأعمال الأدبية والدرامية لتعزيز الهوية الوطنية.
ويستضيف المؤتمر نحو اربعمائة وخمسين من الكتاب والأدباء والإعلاميين والصحفيين من مختلف محافظات الجمهورية في تظاهرة ثقافية تعكس تنوع المشهد الإبداعي المصري وتؤكد دور الأدب والدراما في صياغة الوعي وصون الخصوصية الثقافية للمجتمع المصري.
