آراء وتحليلات

حصاد قطاع المعاهد الأزهرية عام 2025

تقرير إخباري أعده عادل رستم

نقلة شاملة في التعليم وبناء الإنسان وتعزيز الهوية
شهد قطاع المعاهد الأزهرية خلال عام 2025 حراكًا تطويريًا واسع النطاق عكس رؤية الأزهر الشريف في تقديم تعليم يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويواكب متطلبات العصر مع الحفاظ على الهوية الأزهرية الراسخة وذلك من خلال خطة متكاملة استهدفت تطوير البنية التعليمية ورفع كفاءة المعلمين وتمكين الطلاب علميًا وثقافيًا وتكنولوجيًا.

وفي إطار التحول الرقمي وتحديث منظومة التعليم نجح القطاع في تدريب نحو مئتي ألف طالب واثنين وعشرين ألف معلم على الاستخدام الفعال للوسائل التكنولوجية الحديثة كما تم إدخال بيانات أكثر من مليون طالب على قواعد رقمية موحدة وتطوير نظم المتابعة الإلكترونية للمعاهد ورقمنة سجلات الإدارات التعليمية وزيادة الاعتماد على المنصات التعليمية الرقمية
وللمرة الأولى تم تنفيذ مشروع المنصة اليابانية لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب المرحلة الثانوية حيث استفاد منها ما يقرب من مئة وثمانية وتسعين ألف طالب موزعين على أكثر من ألفي معهد ثانوي أزهري في خطوة نوعية نحو إعداد جيل أزهري قادر على التفاعل مع متطلبات المستقبل الرقمي كما يجري حاليًا الإعداد لإطلاق مشروع منصة الأزهر تك التي تمثل نقلة نوعية في تمكين الطلاب من أدوات التكنولوجيا الحديثة وصقل مهاراتهم التقنية والعلمية.


وعلى صعيد تدريب المعلمين وبناء القدرات المهنية أولى القطاع اهتمامًا كبيرًا بالتنمية المهنية المستدامة حيث تم تنفيذ برامج تدريبية مركزية ومحلية استفاد منها الآلاف من أعضاء هيئة التدريس وشملت تنمية مهارات معلمي ذوي الإعاقة ومعلمي الحاسب الآلي ومعلمي اللغات ومعلمات رياض الأطفال ومعلمي القرآن الكريم والموجهين وشيوخ ووكلاء المعاهد الجدد كما شملت برامج متخصصة في صعوبات التعلم والتربية الأسرية الإيجابية والتربية السكانية والتنمية الذهنية للنشء.

وبلغ إجمالي المستفيدين من برامج التنمية المهنية أكثر من خمسة عشر ألف معلم ومعلمة إضافة إلى برامج أخرى شملت آلاف المعلمين والموجهين كما تم استحداث نظام هرمي للتنمية المهنية ومنح فرص مشاركة دولية في مؤتمرات عالمية وتشكيل فرق تدريبية على مستوى المحافظات والإدارات وإشراك معلمي الأزهر في برامج دولية متخصصة وتطوير المناهج وسلاسل الكتب ووضع خطط تدريب تمتد على مراحل لتحقيق الاستدامة.


وفي مجال رعاية الطلاب وتنمية مواهبهم استثمر قطاع المعاهد الأزهرية في أكثر من مليوني طالب من خلال مسابقات قرآنية وأنشطة ثقافية ورياضية متنوعة حيث شهدت مسابقة الأزهر للقرآن الكريم مشاركة واسعة تجاوزت مئة واثنين وخمسين ألف طالب وطالبة وأسفرت عن اكتشاف مئات النماذج المتميزة كما تم تنفيذ قوافل ميدانية لمتابعة أعمال التحكيم وضمان جودة الأداء.

وشهد العام تنظيم أنشطة ثقافية ورياضية واسعة شملت مسابقات القراءة والخط العربي والإنشاد والمسرح والتصميم الفني والمبادرات الإبداعية وشارك طلاب الأزهر في بطولات محلية وإقليمية ودولية في مجالات التنمية الذهنية والبرمجة والعلوم كما شاركوا في اختبارات دولية ووطنية ومسابقات نوعية هدفت إلى صقل الشخصية وبناء الثقة وتعزيز روح الإبداع
وفي إطار الجهود التربوية والتوعوية كثف القطاع من المبادرات الهادفة إلى بناء الجيل الأزهري الأصيل حيث تم تنفيذ حملات توعوية ولقاءات تربوية داخل المعاهد ومع أولياء الأمور ودعم المبادرات الطلابية وفتح ورش لابتكار وسائل تعليمية حديثة والانتهاء من إنشاء وحدات للتثقيف النفسي والتربوي بالمناطق الأزهرية كما تم استحداث وحدة بناء لوضع وتنفيذ مبادرات تعليمية ودعوية وثقافية وسلوكية للحفاظ على الهوية الأزهرية الوسطية وإطلاق عدد من المبادرات الفكرية والتوعوية التي استهدفت تعزيز القيم والانتماء والوعي.
وفيما يخص منظومة المتابعة والتقويم نفذ القطاع واحدة من أضخم عمليات المتابعة الميدانية حيث شملت الزيارات تقييم الانضباط وانتظام الدراسة والاستعداد للامتحانات ومراجعة فاعلية الوسائل التعليمية ورصد المعوقات والعمل على حلها كما تم تحليل نتائج الامتحانات ووضع خطط علاجية لتحسين مستويات الطلاب ضعاف التحصيل خاصة خلال فترات الإجازات
أما على مستوى دعم البنية التعليمية فقد حقق القطاع إنجازات ملموسة في رفع كفاءة المعاهد حيث تم صيانة أكثر من سبعمئة معهد وتجهيز مئات المعاهد للحصول على اعتماد الجودة وبلغ عدد المعاهد الحاصلة على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ألفًا وثمانمئة وتسعة وثلاثين معهدًا بمراحلها المختلفة مع الاستعداد لاعتماد معاهد جديدة كما تمت زيادة عدد الروضات المعتمدة إلى ستمئة وعشرين روضة.


وشملت الجهود الموافقة على إنشاء سبعة معاهد أزهرية جديدة وزيادة الفصول وفتح مراحل تعليمية جديدة بالمعاهد القائمة وزيادة قاعات رياض الأطفال لتقترب من خمسة آلاف قاعة وتزويد المكتبات بعشرة آلاف كتاب ثقافي وعلمي وإنشاء وتفعيل سبع وعشرين مكتبة مركزية بالمناطق الأزهرية لتكون مراكز إشعاع ثقافي.

وفي ختام حصاد عام 2025 يؤكد قطاع المعاهد الأزهرية استمراره في تنفيذ خطط التطوير الشامل بما يحقق رؤية الأزهر الشريف في بناء طالب واع معتز بهويته ومؤهل علميًا وتكنولوجيًا وقادر على حمل رسالة الأزهر الوسطية داخل الوطن وخارجه والمضي قدمًا نحو تعليم أزهري متجدد بجذوره ثابت بطموحه وإنجازاته.