
مجدي الشريف… حين يصبح الفن فعل مقاومة
كتب / أحمد كاري
في شمال سيناء، حيث اشتبك الواقع طويلًا مع القسوة، وحيث أُغلقت أبواب الحياة تحت وطأة الإرهاب الغاشم، ظلّ الفن واحدًا من آخر الخطوط التي لم تنكسر.
وهنا يبرز اسم الأستاذ مجدي الشريف، الكاتب والمخرج المسرحي، وصاحب المشوار الفني الطويل، كأحد الذين حملوا شعلة الإبداع في زمن كان حملها فيه مخاطرة ومسؤولية أكثر منه اختيارًا.
لم يكن مجدي الشريف مجرد فنان يقدم عرضًا أو يكتب نصًا، بل كان صاحب موقف ثقافي، آمن بأن الفن ضرورة للبقاء، وأن المسرح يمكن أن يكون حصنًا للوعي في أحلك اللحظات. وفي فترة صعبة من تاريخ شمال سيناء، تحمّل مسؤولية الإبداع الفني كاملة، في وقت أُغلقت فيه كل سبل الحياة، وتراجع فيه الحضور الثقافي إلا من قلة صامدة.
مع الراحل العظيم زين العابدين الشريف والأستاذ العزيز محمد عابد والمخرج والكاتب الكبير محمد عايش الشريف ، والإعلامي الكبير الأستاذ عادل رستم ، كوّن مجدي الشريف مجموعة مؤمنة بدور الفن، سعت للحفاظ على استمرار الثقافة والفنون في شمال سيناء. لم ينتظروا جمهورًا يأتيهم، بل طافوا شمال سيناء وجنوبها، بحثًا عن الجمهور السيناوي، وقدّموا عروضًا ومسرحيات هادفة، كانت بمثابة رسائل حياة وسط الركام.
ومن بين هذه الأعمال التي تركت أثرًا واضحًا:
مسرحية “حكاية بنت اسمها روضة”،
و“عرس كليب”
وغيرها من العروض التي خاطبت الوجدان، وراكمت وعيًا جمعيًا في زمن الخوف.
ولمجدي الشريف أيضًا إصدارات مسرحية وأدبية تعكس تنوّع تجربته وعمقها، من بينها:
حكاية السلطان الذهبي
وتعالج مشكلة الطمع الذي يهلك صاحبة
مسرحية اتنين في مأزق.. وتطرح حلا مشكلة القضية الفلسطينية
مسرحية ولاد الأيه.. وتعالج مشكلة أولاد الشوارع
مسرحية عم سلامة الجنايني.. وتعكس اساسيات التعايش مع الاخر
مسرحية حكاية اراجوز.. وتنادي بالتعاون المجتمعي
مسرحية حكاية بنت اسمها روضة.. وتعبر رمزيا عن أحداث الروضة الشهيرة
مسرحية بذرة خير.. وتطرح ماحدث في شمال سيناء بصورة رمزية
مسرحية حكايات الأبطال.. وتطرح التضحية والشهامة لافراد جيشنا في محاربة الإرهاب بشمال سيناء
وهي أعمال تؤكد أن تجربته لم تكن عابرة، بل ممتدة ومتشابكة مع الواقع والإنسان.
وبمناسبة اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026، يصبح من الواجب قبل التكريم الرسمي أن نوجّه التحية لمن حافظوا على جذوة الثقافة مشتعلة في أصعب الأوقات.
كل التحية والتقدير لرائد الفن والإبداع، الكاتب والمخرج المسرحي الكبير الأستاذ مجدي الشريف، أحد الذين آمنوا أن الفن لا يُؤجَّل، وأن الثقافة لا تموت، حتى في قلب العاصفة.