
أمين عام مؤتمر أدباء مصر في حديث خاص لمصر تلاتين
أجرى اللقاء / عادل رستم
في إطار جلسات مؤتمر أدباء مصر المنعقد بمدينة العريش ناقش الأدباء والمثقفون دور الأدب والفنون في مواجهة التشوهات الأخلاقية التي طرأت على المجتمع المصري وأكدوا أهمية استعادة الصورة الحقيقية للقيم والعادات المصرية الأصيلة ودعوا إلى إصدار مدونة سلوك أخلاقي تضبط مسار الأعمال الدرامية وتحمي الذوق العام وتدعم بناء الوعي لدى الأجيال الجديدة.

وأكد الأستاذ عزت إبراهيم الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر أن المؤتمر يجمع أبناء مصر من صعيدها ودلتاها وشرقها وغربها وشمالها ليقولوا جميعا تحيا مصر بأهلها وناسها ومؤسساتها وقيادتها مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر على ضفاف البحر الأبيض المتوسط بمدينة العريش يحمل دلالة ثقافية ووطنية خاصة ويعكس مكانة شمال سيناء كقلب نابض من قلوب الوطن
وأوضح الأمين العام أن مؤتمر أدباء مصر تنظمه وزارة الثقافة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة وأن الأمانة العامة للمؤتمر يتم انتخابها من جميع محافظات الجمهورية حيث تمثل كل محافظة بعضو من الكتاب أو الأدباء ويختار الأعضاء فيما بينهم الأمين العام ويتولى هذا التشكيل إعداد الفعاليات الثقافية والمحتوى الفكري لكل دورة من دورات المؤتمر.
وأشار إلى أن الدورة الحالية هي الدورة السابعة والثلاثون وقد شهدت إعداد أجندة متكاملة تشمل الجلسات البحثية والموائد المستديرة والأمسيات الشعرية وورش الحكي والكتابة وورش السيناريو خاصة أن هذه الدورة تناقش قضية الدراما المصرية ودورها في تشكيل الوعي العام وذلك استجابة لدعوة القيادة السياسية بضرورة عودة الدراما المصرية إلى مكانتها واحترامها لقيم المجتمع.
وأضاف أن المشروع الذي تقدم به خلال ترشحه لمنصب الأمين العام ركز على مناقشة التأثيرات السلبية لبعض الأعمال الدرامية التي قدمت صورة مشوهة للبطل الشعبي وأسهمت في نشر نماذج عنيفة وغريبة عن المجتمع المصري وهو ما انعكس على سلوكيات بعض الشباب والمراهقين من خلال التقليد والمحاكاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد أن المجتمع المصري بطبيعته يرفض هذه الصور القميئة وأن أدباء مصر لا يمكن أن يقفوا صامتين أمام هذا الخلل الأخلاقي خاصة مع خطورته على الأجيال القادمة مشددا على أن الأدب والفن يجب أن يكونا درعا لحماية القيم لا أداة لهدمها.
وتحدث الأمين العام عن خصوصية انعقاد المؤتمر في شمال سيناء موضحا أن العودة إلى أرض سيناء بعد أكثر من ثلاثين عاما تمثل حلما تحقق وأن دعوة الدولة للتوجه نحو تنمية شمال سيناء أسعدت جميع الأدباء وحفزتهم على التفاعل مع المكان والإنسان والتاريخ مشيرا إلى أن هذه الدورة جاءت ثمرة لتعاون مؤسسات الدولة وحرصها على دمج سيناء في المشهد الثقافي الوطني.
وفيما يتعلق بنتائج المؤتمر أوضح أن التوصيات الختامية ستشمل الدعوة إلى تنمية شاملة في شمال سيناء لا تقتصر على البعد الثقافي فقط بل تمتد إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية باعتبار أن الإبداع يمثل قاعدة أساسية للتنمية الشاملة.
كما أعلن أن المؤتمر سيصدر هذا العام مدونة سلوك أخلاقي للأعمال الدرامية والسينمائية تتضمن معايير واضحة في التعامل مع الطفل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والبيئات المختلفة بما يحفظ الخصوصية الثقافية والأخلاقية للمجتمع المصري على أن ترفع هذه المدونة إلى وزير الثقافة ضمن توصيات المؤتمر.
وأكد أن هذه المدونة لا تهدف إلى تقييد حرية الإبداع أو العودة إلى الرقابة التقليدية بل تعبر عن رقابة المجتمع وقيمه الأخلاقية داعيا المبدعين إلى الالتزام بما يعكس الواقع الحقيقي للمجتمع دون تشويه أو مبالغة مشيرا إلى أن الحفاظ على الأسرة المصرية هو خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية.
وأشار إلى أن الدراما المصرية في الماضي قدمت نماذج إيجابية للبطل الشعبي الذي يحمي مجتمعه وجيرانه ويتحلى بالقيم والشهامة متسائلا عن أسباب تحويل هذه النماذج في بعض الأعمال الحديثة إلى صور للعنف والبلطجة.
وفي ختام حديثه أعرب الأمين العام عن سعادته الكبيرة بمشاركة ما يقرب من أربعمائة كاتب وأديب وإعلامي من مختلف محافظات مصر مؤكدا أنهم جابوا شوارع شمال سيناء وشاهدوا الأمن والاستقرار ودعاهم إلى نقل هذه الصورة الحقيقية من خلال الكتابة والإبداع ليعكسوا للعالم أن سيناء جزء أصيل من مصر وأن مصر كلها آمنة وقادرة على البناء والحياة.