الثقافة والتراث

رسالة حب من مطروح لشمال سيناء

تغطية عادل رستم

في اليوم الثالث لمؤتمر أدباء مصر والمقام حاليا في العريش تستمر لقاءات مصر تلاتين بادباء وشعراء مصر من كل المحافظات.

بدايةيعبر الشاعر علاء محمد أبو خلعه من مطروح عن مشاركاته الثقافية السابقة موضحا أنه لم يشارك في مؤتمرات أقيمت بالعريش من قبل لكنه حضر ندوات ثقافية خلال فترة الجامعة قبل أكثر من ثلاثين عاما مع عدد من الأصدقاء مؤكدا أن علاقته بسيناء ليست وليدة اللحظة بل ممتدة عبر الزمن والتجربة الإنسانية.

ويتوقف عند طبيعة العلاقة الحميمة بين مطروح والعريش مشيرا إلى التشابه الكبير بين البيئتين وأهلهما حيث الجذور البدوية المشتركة والشعر النبطي والروح الواحدة رغم كونه شاعرا يكتب الفصحى إلا أن هذه الجذور الممتدة خلقت نوعا من التوأمة الثقافية والوجدانية وهو ما جعله يشعر بسعادة حقيقية لوجوده بين أهله في مدينة العريش.

ويصف لحظة العبور إلى شمال سيناء عبر الأنفاق بأنها كانت مشحونة بمشاعر وطنية وعاطفية جياشة مؤكدا أن شمال سيناء تمثل جزءا أصيلا ومهما من جسد الوطن وأن الحضور إليها يحمل دلالات أعمق من مجرد مشاركة ثقافية.

وعن الرسالة التي يحملها من شمال سيناء إلى أهل مصر يؤكد أنها رسالة حب وسلام من مدينة عظيمة لها مكانة راسخة في ذاكرة التاريخ حيث مرت بها أحداث وشخصيات دينية كبرى مما يمنحها بعدا دينيا وإنسانيا ووطنيا متداخلا ويجعلها مكانا أثريا وساحرا يفوق الوصف.

ويتحدث عن النتائج المتوقعة للمؤتمر موضحا أنه يخدم مصر عموما وشمال سيناء خصوصا على المستويين المكاني والثقافي مشيرا إلى أهمية التعرف على أدباء جدد من شمال سيناء وحرصه على اقتناء دواوين شعرائهم والتأكيد على استمرار التواصل الثقافي بين مطروح وشمال سيناء وامتداده ليشمل باقي المحافظات الحدودية في إطار من التوأمة الثقافية.

كما يؤكد على ضرورة أن يكون هذا التواصل الثقافي مؤسسيا ومنظما لا يقتصر على اللقاءات الشبابية فقط بل يشمل جميع الأدباء بمختلف أعمارهم وتجاربهم وأن يتم ذلك برعاية وزارة الثقافة لما لها من دور مهم في دعم المحافظات الحدودية.

وفي ختام حديثه يوجه رسالة إلى أهل مطروح عن شمال سيناء قائلا إنه كان بين أهله ولم يشعر بأي غربة لأن طبيعة أهل سيناء متوافقة تماما مع طبيعة أهل مطروح في الفكر والانتماء والدين والهوية الوطنية فالبحر واحد والحضارة واحدة وهو ما يعمق الإحساس بوحدة المكان.